من حملات الترحيل القسرية للاجئين السوريين نحو دعاية العودة الطوعية

كيف يقرر اللاجئ السوري أن يعود لبلاده، ويعيش في منطقة مثل إدلب الواقعة تحت سيطرة فصيل تحرير الشام مرتبط بتنظيم القاعدة أو في مدينة جرابلس والباب أو عفرين التي يسودهم الفلتان الأمني واقتتال الفصائل وحوادث التفجيرات. في وقت يدفع فيه السوري 3 الآف $ لأي مهرب يفتح له طريقا للوصول لتركيا، وآخرون لا يملكون المال بغامرون بادرواحهم للوصول لتركيا هربا من حجيم الحرب.
بعد تصاعد وتيرة ردود الأفعال المناهضة للخطوات القاسية التي اتبعتها حكومة العدالة والتنمية ضد اللاجئين السوريين واعتقالهم والاعتداء عليهم وترحيلهم في ظروف لا إنسانية بدأ الاعلام التركي يروج لما يقول إنها العودة الطوعية للسوريين لبلادهم، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة تورك بريس الموالية للحكومة أن 117 سوريا عادوا إلى المناطق التي توغل اليها الجيش التركي خلال عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون، من إسطنبول بعد إكمال إجراءات طلبات العودة إلى أراضيهم.

الصحيفة اشارت إن العودة جاءت بالتعاون بين بلدية أسن يورت، وقام مقام أسن يورت، ومديرية الهجرة في البلدة التابعة لولاية إسطنبول.
وأن بلدية أسن يورت وفرت حافلات لنقل الـ 117 شخص الذين استوفوا جميع إجراءات العودة إلى الشمال السوري.
وفي كلمة خلال مراسم توديع العائدين إلى الشمال السوري، قال كمال دانيز بوزكورت رئيس بلدية أسن يورت التابعة لولاية إسطنبول، إن البلدية قامت بما يقع على عاتقها من أجل إسعاد اللاجئين المقيمين في البلدة.
وأضاف دانيز بوزكورت، أن البلدية ساهمت في عودة 5 آلاف و337 مواطن سوري من البلدة إلى الشمال السوري.
ولفت إلى أن الأشخاص الذين تقدموا بطلبات العودة إلى الأماكن المحررة لن يعودوا إلى الأراضي التركية، مؤكدا استمرار دعم حملة عودة السوريين الطوعية إلى أراضيهم.
وفي 2 آب قالت وكالة ” الأناضول”، إن حوالي 300 لاجئ سوري تمت اعادتهم إلى سوريا من تركيا خلال اليوم.
وذكرت الوكالة أن من بين العائدين السوريين، أطفال ونساء، ونوهت بأن العودة تمت عن طريق معبر “أونجو بنار” بولاية كليس التركية المقابل لمعبر “باب السلامة” على الجانب السوري.
وأشارت إلى أن السوريين في تركيا يواصلون العودة إلى مناطق خاضعة لسيطرتها خلال عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” ضمن ما قالت إنه “برنامج العودة الطوعية” الخاصة بالسوريين.
وتأتي الخطوة في وقت تدعو تركيا المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم المالي لها، باعتبار إنها تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وفيما تواصل مدينة إسطنبول سياسة متشددة تجاه اللاجئين.
وأكدت احصائيات رسمية من معبر “باب الهوى” الحدودي إن عدد السوريين المرحلين من تركيا إلى الأراضي السورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلغ 15 ألفا.
وبلغ عدد المرحلين، بحسب إحصائية للمعبر، خلال شهر تموز الماضي 6160 شخصًا، بينما بلغ عدد المرحلين في حزيران 4370، وفي شهر أيار الماضي 3316 سوريًا.
وازداد عدد المرحلين خلال الشهر الماضي بعد قرارات وزارة الداخلية في ولاية اسطنبول بترحيل المخالفين غير الحاملين لوثيقة الحماية المؤقتة التي تمنحها السلطات التركية للاجئين السوريين.
وبلغ اجمالي المسافرين بحسب المعبر، خلال شهر تموز 48742 ألف شخص، كما تشمل الإحصائية عدد الذين رحلتهم السلطات التركية.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد اتهمت السلطات التركية بأنها احتجزت عددًا من اللاجئين وأجبرتهم على توقيع نماذج وأوراق تنص على العودة الطوعية إلى سوريا وأعادتهم قسريًا.
وأكدت المنظمة، في تقرير لها في 27 من تموز الماضي، أن تركيا ملزمة بموجب القانون العرفي الدولي بعدم الإعادة القسرية، إذ يحظر القانون إعادة أي شخص إلى مكان قد يتعرض فيه لخطر حقيقي.
ونقل عن مدير المكتب الإعلامي في معبر “باب الهوى”، مازن علوش، قوله إن ترحيل السوريين ليس وليد الوقت الحالي، وإنما هناك مرحلون يوميًا منذ افتتاح المعبر، مضيفًا أن العدد يصل شهريًا إلى 4500 شخص.
وتاتي هذه الأرقام وسط التصريحات الرسمية التركية “الزائفة” التي تُحاول أن تعكس صورة إيجابية عن تعامل حكومة حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” مع السوريين من مختلف التوجهات، رغم إن الانتهاكات التركية بحق المواطنين السوريين لا تتوقف عند حدود سواء أكان بترحيلهم قسرا أم استهداف وقتل اللاجئين على الحدود.
وأصبحت حوادث قتل اللاجئين شائعة أكثر فأكثر في السنوات الثلاث الماضية، رغم ادعاء أنها تتبع سياسة الحدود المفتوحة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011.
وارتفع عدد القتلى السوريين برصاص جنود الأتراك إلى 437 لاجئا، بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عاما، و 53 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 380 مواطنا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هربا من الحرب المندلعة في سوريا منذ 8 سنوات أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
الاتحاد الاوربي يتدخل:
شدد الاتحاد الأوروبي الاربعاء على ضرورة عدم الزام طالبي اللجوء واللاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى أي مكان في بلدهم طالما لم تتوفر الظروف لعودة طوعية آمنة كما سبق وتم تحديدها من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وكان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية كارلوس مارتن لويز دى جورديجيويلا، يعلق على التقارير الواردة بشأن قيام تركيا بترحيل لاجئين سوريين متواجدين على أراضيها، حيث قال “رأينا هذه التقارير ونثق بأن تركيا ستتحقق من صدقيتها والتصرف بموجب ذلك على المستويات المناسبة”.
وذكر المتحدث بأن الاتفاق المبرم بين الاتحاد وتركيا في 18 آذار/مارس 2016، تضمن توافقاً بين الطرفين على مبدأ عدم الترحيل الجماعي.
وأكد دى جورديجيويلا، على أن أوروبا على علم بأن التشريع التركي ينص على احترام مبدأ عدم الترحيل الجماعي.
ويأتي كلام المتحدث الأوروبي في وقت تتوارد فيه تقارير عن ترحيل لاجئين سوريين من تركيا وعن تأكيد السلطات في هذا البلد بأن الاتفاق المبرم مع بروكسل بشأنهم قد انتهى. وأضاف المتحدث الاوروبي ” قمنا بالوفاء بتعهداتنا بموجب الاتفاق (مع تركيا) بشكل كامل وتبقى قنوات الاتصال مفتوحة”، كما قال بدون أي تفاصيل إضافية.
وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم عن تخصيص مبلغ يصل إلى 127 مليون يورو، ضمن إطار اتفاق 2016، وذلك لضمان استمرار برامج شبكة الأمان الاجتماعي لصالح اللاجئين السوريين في تركيا، ما يرفع مساهمة بروكسل في هذه المشاريع بالذات إلى 1,125 مليار يورو.
وكان الأوروبيون قد أعلنوا أنهم خصصوا بالكامل مبلغ 6 مليار يورو المنصوص عنه في اتفاق 2016، لصالح مشاريع تهدف لتحسين حياة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في تركيا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك