الجولاني يُحرج أردوغان: لن ننسحب من المنطقة العازلة أبداً

أعلن القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، إن فصيله الذي يُمثل القوة المُهيمنة الأكبر شمال غرب سوريا، لن ينسحب من المنطقة المنزوعة السلاح، مما يُهدّد بنسف سريع للاتفاق الأخير، ويضع جهود الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الداعم الرئيسي للمُعارضة السورية المسلحة، موضع شك، ويُثير التساؤلات من جديد حول علاقة الحكومة التركية مع تنظيم القاعدة على غرار علاقتها مع تنظيم داعش، وهو ما تحاول أنقرة على الدوام نفيه.
وبعد أشهر من التصعيد العسكري، بدأ منذ منتصف ليل الخميس الجمعة سريان اتفاق لوقف النار في إدلب أعلنت دمشق “الموافقة” عليه واشترطت لاستمراره انسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المنزوعة السلاح بحسب ما ينص اتفاق روسي تركي منذ سبتمبر.
وأعلن أبو محمد الجولاني السبت إن فصيله لن ينسحب من المنطقة المنزوعة السلاح في شمال غرب سوريا.
وجاءت تصريحات الجولاني خلال لقاء نظمته هيئة تحرير الشام مع صحافيين في منطقة إدلب. ولم يسمح للصحفيين بالتصوير.
وقال الجولاني “ما لم يأخذه النظام عسكرياً وبالقوة فلن يحصل عليه سلمياً بالمفاوضات والسياسة (…) نحن لن ننسحب من المنطقة أبداً”.
وأكد “لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء”، مشدداً على رفض فصيله دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة كما ينص الاتفاق.
واعتبر الجولاني أن قوات النظام “استنزفت” خلال العمليات العسكرية.
وحذّرت الهيئة في بيان الجمعة أن أي قصف على مناطق سيطرتها سيؤدي إلى عدم التزامها بوقف إطلاق النار.
وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل، لم يستثنى المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي.
وأتى التصعيد برغم أنّ المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر 2018، ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.
كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية.
لكنّ هذا الاتفاق لم يُستكمل تنفيذه، وتتهم دمشق تركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بالتلكؤ في تطبيقه، وإن كان نجح في إرساء هدوء نسبي في المنطقة لأشهر عدة.
وحذرت غرفة عمليات “الفتح المبين” التابعة للمعارضة السورية المدنيين العائدين بعد تطبيق الهدنة إلى قراهم ومزارعهم في ريف حماة وإدلب، من الاقتراب من خطوط التماس مع القوات الحكومية السورية.
وقالت الغرفة، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه: “يمنع بقاء المدنيين في المناطق المحاذية لخط التماس، حفاظًا على سلامتهم، وحذرا من مكر العدو المجرم، كما يمنع توجه المدنيين لنقاط الرباط والأماكن المحاذية لخطوط التماس”.
وتوجه مئات النازحين إلى مناطق ريف إدلب السبت لتفقد منازلهم مزارعهم.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك