جريمة قتل بحق امرأة مسنة أرمنية من ريف إدلب الغربي

في جريمة بشعة قد تكون دافعها طائفي؛ عرقي قُتلت معلمة ستينية بقرية اليعقوبية بريف جسر الشغور في ريف إدلب، على يد مجهولين بعد تعرضها للتعذيب والاغتصاب وسرقة مصاغها الذهبي ورمي جثتها في أحد بساتين قرب جسر الشغور.
المربية والمعلمة (سوزان ديركريكور) أرمنية؛ مسيحية تبلغ الستين من عمرها، عملت كمدرسة في قرى وبلدات ريف إدلب، وخاصة في اليعقوبية ذات الغالبية المسيحية في ريف إدلب الغربي.
واتخذ المسيحيون في المحافظة، في السنوات الماضية، قرارًا بالنأي عن النزاعات والنزوح عن قراهم إلى مناطق أكثر أمانًا بالنسبة لهم، حتى فرغت المحافظة من المسيحيين.
واتسمت قرى القنية واليعقوبية والجديدة في ريف جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب في الماضي بالغالبية المسيحية، التي فضلت عدم إظهار تعاليمها الدينية علنًا، منذ سيطرة الفصائل الإسلامية على مناطقهم 2012.
ونشرت “وكالة أنباء الشام” التابعة لحكومة الإنقاذ فجر اليوم الجمعة تصريحات لرئيس فرع الأمن الجنائي فراس الخضر قال فيها ” أُخبرنا مركز الطبابة الشرعية بوصول جثة امرأة مجهولة الهوية في العقد الخامس من العمر، وقد تعرضت للضرب على الجمجمة، وحروق في جسدها، الأمر الذي أدى إلى وفاتها”.
وأضاف الخضر “من خلال المتابعة والتحري ألقينا القبض على المشتبه به (شاهين محارب سليمان) من قرية الكفير، وتبين أنه منضم لأحد الفصائل الإسلامية؛ وبالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه وأقرّ بقتلها بمشاركة شخصين آخرين، حيث اعتدوا عليها جنسياً وقتلوها وأخفوا الجثة، وسرقوا منزلها ولاذوا بالفرار”.

وتعيش إدلب ومختلف المناطق الخاضعة بشكل مباشر أو غير مباشر لسيطرة تركيا فلتانًا أمنيًا ، يشمل علميات خطف وقتل وسلب وطالت تجارًا ومدنيين وعسكريين والاستيلاء على الملكيات والاعتقال والتهجير .
ولم تقتصر عمليات الخطف على منطقة دون غيرها، بل طالت على جميع المدن والقرى والبلدات، دون التوصل إلى حل من قبل الفصائل العسكرية يفضي إلى إنهاء الحالة التي فُرضت على الحياة اليومية للمواطنين.

توثيق:
الشاعرة والقاصة السورية “بيانكا ماضية” وهي ابنة قرية “القنية” المجاورة لقرية “اليعقوبية” كانت قد تحدثت عن الجريمة البشعة التي تعرضت لها “سوزان”، وقالت عبر منشور في صفحتها الشخصية بالفيسبوك إن «هذه المربيّة غير المتزوجة التي لم تترك بيتها وأرضها في القرية؛ لتتابع تدريسها اللغة العربية، بعد بلوغها سن التقاعد، في قرية القنيّة المحتلة أيضاً من قبل التركستان وغيرهم من أوباش آخرين، كانت تقوم بالتدريس طوعياً مع شبيبة في كنيسة قرية القنية لمساعدتهم في الحصول على شهادة التعليم الأساسي والثانوية العامة، ولم يكن هم سوزان كسب المال إذ هي من أسرة ميسورة الحال، لأنها أرادت أن تواصل رسالتها التعليمية لتفيد بعلمها وثقافتها أبناء قريتها والقرى المجاورة».
وأضافت: «يوم الثلاثاء 9 تموز، تم الكشف عن الجريمة البشعة خلال اللقاء الأسبوعي لبعض نساء اليعقوبيّة في الكنيسة الأرمنية، هناك حيث افتقدن وجود سوزان معهن في الاجتماع؛ كما أن غيابها أقلق كاهن القرية فقام بإرسال أبناء الرعية للبحث عنها إلى أن وجدوها مُلقاة على أرضِ حقلها بمفردها»، لافتة أنها قرأت عن تعرض المعلمة للرجم بعد الاغتصاب.
الشاعرة السورية نقلت عن شقيقة الضحية “سوزان” قولها: «ذات مرة حدثتني عن يومياتها في الضيعة وكيفية صراعها مع تلك الوحوش، وكيف كانت قدوة وقوة لأهالي الضيعة، حتى أنها عندما كانت تأتي لحلب تسرع في تأدية ماجاءت لأجله لتعود إلى الضيعة، إيماناً منها بأن أهالي قريتها في شغف وانتظار لها».

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك