بعد طرد اعضاءه في عدة مناسبات من قبل السوريين …الائتلاف يبحث عن دعم عند الأكراد متجاهلا تهديد تركيا باجتياح مناطقهم وانتهاكات مسلحيه بعفرين

يبدو أن القيادة الجديدة للائتلاف المعارضة السورية في اسطنبول اختارت منح الاكراد السوريين المزيد من الاهتمام بعدما أدركت اهمية دورهم في مستقبل البلاد وعملية السلام السورية المتعثرة، وهو الدور الذي ظل الائتلاف يتجاهله ضمن سياسة نسب التمثيل من جهة و تركيا التي ظلت تفرض فيتو على حضور ممثلين أكراد في مراكز القرار، وذهبت لدعم التركمان وتسليمهم رئاسة الائتلاف ورئاسة حكومته المؤقتة في مدينة عنتاب.

حوداث طرد مسؤولي الائتلاف أثناء محاولتهم الذهاب لتنظيم لقاءات أو الاشراف على نشاطات في الداخل وحتى في تركيا كثيرة، تم طرد واهانة رئيس وأعضاء الائتلاف مرارا في مدينة اعزاز وبوابتها الحدودية مع تركيا آخرها كانت في كانون الثاني من العام الجاري كما وتم طردهم أثناء محاولتهم التوجه إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي قادمين عبر معبر جرابلس وطردوا عدة مرات أثناء محاولاتهم المشاركة في نشاطات للسوريين في تركيا نفسها، حيث اتهم الائتلاف ب “خيانة الثورة” وفشله في تحقيق اهدافها والفساد والمتاجرة “بدم السوريين”.

الائتلاف والذي يخضع كليا لتركيا ويمول من قبل دولة قطر ويروج لسياستهم، وفي العديد من المناسبات تحدث قادته عن عودتهم إلى سوريا وافتتاح مكاتب ومؤسسات في مناطق خاضعة لسيطرة تركيا لكن ورغم كونها مناطق خارج نطاق قصف النظام السوري بموجب اتفاق تركي – روسي لكن كل تلك الوعود لم تنفذ.

الشرعية المفقودة:

بالتزامن مع التهديدات التركية والحشد العسكري لجيشها والجماعات السورية المسلحة التي تتوعد باجتياح مناطق شرق الفرات، عقد الائتلاف اجتماعاً في مقره باسطنبول مع عدد من “الناشطين السوريين الكُرد” المقيمين في تركيا، وبحث معهم آخر التطورات الميدانية والسياسية

الاجتماع نظمه المجلس الوطني الكردي المنضم للائتلاف، والذي يتعرض لانتقادات واسعة وتعرض لانشقاطات ودعوات بالانسحاب من الائتلاف بسبب تأيده لاحتلال تركيا لمنطقة عفرين ومسؤوليته وصمته عما يجري فيها من انتهاكات تصل لمستوى جرائم حرب.

وفي مستهل اللقاء شددّ رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة على ضرورة تمتين العلاقة بين مكونات سورية، معتبراً أن العلاقة بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي هي علاقة شراكة في وطن موحد، لافتاً الانتباه إلى أن سورية من غير الممكن أن تكون دولة حرية وعدالة بدون مشاركة جميع أبنائها وضمان حقوقهم.

وأكد العبدة أن الاتفاق بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي يعتبر تقدما حقيقيا في نظرة قوى المعارضة لباقي أطياف المجتمع السوري، متطلعاً إلى المضي في هذه العلاقة الاستراتيجية نحو الأمام لما فيه خير سورية، منوهاً إلى تطوير هذه العلاقة المتميزة وعلى أن تكون لبنة وبداية لتأسيس شراكة حقيقية في سورية المستقبل.

فيما شدد نائب رئيس الائتلاف عبدالحكيم بشار على قضية التفاهم المشترك بين أطياف الشعب السوري، وبناء إستراتيجية حقيقية وواضحة الملامح، مشيراً إلى ضرورة إدراك الكرد السوريين بأن وجهتهم يجب أن تكون داخل سورية ومع إخوانهم السوريين وليس خارج حدود سورية كما تعمل جاهدة الـ “PYD”.

وقال نائب الرئيس نحن والعرب وباقي المكونات السورية شركاء في الوطن ونبحث عن أفضل صيغة لتعزيز هذه الشراكة، مستدركاً أن من مصلحة الكرد بناء أفضل علاقة مع شركاء الوطن وأنه بدون الشراكة مع مجموع السوريين سنتجه نحو الانتحار السياسي الذي تحاول بعض الجهات فرضه على الكرد، بل على العكس علينا أن نعمل على بناء أفضل علاقة مع شركائنا في الوطن.

وقال بشار ليس من مصلحة الكرد معاداة الجيران في الداخل والخارج، أو افتعال المشاكل مع تركيا، كما أنه ليس من مصلحة الكرد استفزاز أنقرة، مستأنفاً أن العلاقة مع باقي مكونات سورية ومع الجارة تركيا هي مصلحة ثابتة للكرد راهناً ومستقبلاً، مؤكدا على أن “العدو الأول لحقوق الكرد السوريين هو في دمشق وليس في تركيا” داعياً أيضاً إلى استمرار العلاقات الجيدة مع اقليم كردستان العراق.

وبخصوص عفرين، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني إنه “لا يمكن معالجة الوضع من خلال تراشق الاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعي وإنما من خلال التعامل مع الحكومة التركية والائتلاف الوطني السوري”، وتجاهل بشار جرائم الحرب التي تركبها فصائل تتبع الائتلاف محذراً من محاولات البعض استثمار ما وصفها ب “الخروقات” لتحقيق أجندات خارجية.

وبدوره دعا عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري عبد الله كدو، إلى العمل بواقعية بعيداً عن الرومانسية والشاعرية السياسية، والعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب السوري ممثلة بالحرية والكرامة وتحقيق العدالة والديمقراطية في البلاد.

وناشد كدو النشطاء والنخبة الشبابية الابتعاد عن الشحن الذي لا يخدم سوى نظام الأسد، مذكراً أهالي كوباني والقامشلي وعفرين، بأنه ليس مطلوباً منهم ولا من مصلحتهم حالياً أو لاحقاً رفع أية شعارات أو لافتات ضد دولة أخرى، وطالبهم بعدم الانجرار وراء أصحاب الشعارات الطوباوية والعمل بواقعية سياسية، وأن قضيتهم وقضية الشعب السوري بوجه عام في سورية وليس في أي مكان آخر.

وكان حكيم بشار الذي استلم للمرة الثانية منصبه، قد اعترف في لقاء سابق بضعف وتراجع دور الائتلاف نتيجة غياب مشروع وطني واضح لديه يطمئن له السوريون باختلاف مكوناتهم وأطيافهم السياسية، وعجزه عن مخاطبة الداخل السوري بالطريقة المطلوبة وانه فشل في تعزيز دوره دوليا وداخليا وفي العلاقة من المكونات السورية رغم الاهتمام والدعم الدولي الهائل.

وتدعم تركيا اطرافا وشخصيات في المجلس الوطني الكردي المتحالف مع الأخوان المسلمين والذين يروجون لمشروعها في سوريا كما وتقوم بتوفير الحماية والتمويل ودعم تمثيلهم في لجان عليا ووفود دولية، وهم الاطراف الذي يتوافقون مع سياستها والذين يعتبرون وحدات حماية الشعب منظمة ارهابية؛ وهي القوات التي كانت رأس حربة في هزيمة تنظيم داعش وشريكة رئيسة للولايات المتحدة والتحالف الدولي في تثبيت الامن والاستقرار في شمال شرق سوريا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك