الاكراد في سوريا يحتفلون بالذكرى السابعة لانطلاق ثورتهم من مدينة كوباني

احتفل الاكراد في عدة مدن سورية بالذكرى السابعة لانطلاق ثورتهم من مدينة كوباني، حيث تمكنت وحدات حماية الشعب في التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012، من فرض سيطرتها على مقاطعة كوباني، وتوسعت لتشمل مقاطعة الجزيرة ومقاطعة عفرين.

احتفال مركزي نظمته الادارة الذاتية في كوباني، والقامشلي وآخر في مدينة حلب ومنطقة الشهباء.

خلفية:

بعد انسحاب قوات الامن التابعة للحكومة السورية من المناطق الكردية واجهت وحدات حماية الشعب تحديات امنية وعسكرية وخدمية، بدأت فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة تستهدف المنطقة سياسيا واقتصاديا بحصارها وشنت جماعات “الجيش الحر” متحالفة مع “جبهة النصرة”(هيئة تحرير الشام حالياً) هجمات على المناطق الجنوبية في إقليم الجزيرة شمال شرق سوريا وكانت أعنف الهجمات قد شهدتها مدينة راس العين/ سريه كانيه التابعة للحسكة عام 2013 قادتها “جبهة النصرة”، اتهمت الوحدات وقتها تركيا بتقديم دعم لهم، ثم تبعتها أحداث تل ابيض حيث قاد التحالف الثلاثي / داعش، النصرة، الجيش الحر / هجوما أمنيا لمداهمة الاحياء ومنازل الكرد ودفع ساكنها الكرد لمغادرتها وتم فيها اعتقال قرابة 500 مواطن كردي، مصير 65 منهم مازال مجهولا.

ثم شهدت عفرين وكوباني ومنطقة الشيخ مقصود في حلب وتلعرن وتلحاصل حصارا وهجمات مماثلة.

“الوحدات” اعتبرت ان تنسيق هذه الحملات تقف وراءه تركيا بهدف ضرب الصعود والمشروع الكردي في سوريا المتمثل بالادارة الذاتية وانه يستهدف اثارة الفتنة وضرب تحالفهم المشترك مع العرب وشعوب المنطقة الذي خلق استقرارا وامنا فيها.

اعلان الإدارة الذاتية في ثلاث مقاطعات شمال سوريا:

في كانون الأول من عام 2014 تم اعلان إقامة إدارة ذاتية ديمقراطية قوامها 3 مقاطعات هي “الجزيرة، كوباني وعفرين”، اختارت كل منطقة هيكليتها الإدارية وفق أنظمة الإدارة المعتمدة في العالم (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، وبُنيت في سياق هذه الإدارات، مؤسسات خدمية وثقافية وأمنية وتربوية وإدارية ومدنية واجتماعية.

هذه الإدارات كانت حكومات محلية تكفلت بعملية إدارة المنطقة خدميا وامنيا.

وشكل هجوم تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة كوباني 14 ايلول/سبتمبر 2014 اختبار لصمود هذه الادارة، وهو الهجوم الذي تزامن مع هجوم المعارضة المدعومة من تركيا على مقاطعة عفرين ومنطقة الشيخ مقصود بحلب وقصفهم المستمر وحصارها.

كان داعش يمتلك حينها قوة كبيرة من ناحية العدة والعتاد، وخاضت وحدات حماية الشعب والمرأة حرب شوارع لمدة 134 يوماً متواصلاً وتلقت لأول مرة دعما بالسلاح والذخيرة من الولايات المتحدة؛ ودعم جوي من التحالف الدولي.

في 26 من كانون الثاني عام 2015، اعلنت الوحدات هزيمة داعش ودخلت المنطقة مرحلة جديدة، وتواصلت الحملات انطلاقاً من مدينة كوباني.

وحدات حماية الشعب والمرأة، التي نالت ثقة المجتمع الدولي بعد صمودها في مدينة كوباني، ونجاحها في لحاق الهزيمة بداعش في عدد من مدن الشمال السوري أبرزها مدن كري سبي/تل أبيض، منبج، الرقة، ريف دير الزور الشمالي وغيرها العشرات من البلدات والنواحي.

ومع تولي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكّلت عام 2015 مهمة دحر داعش من مناطق شمال وشرق سوريا وتمكنها من إنهاء المهمة بنجاح، تغيرت موازين القوى في المنطقة، وتم دعم نظام الادارة الذاتية ليشمل كل الرقة وريف ديرالزور، وشكلت الحملة العسكرية التركية التي استهدفت “مقاطعة عفرين” ضربة لمشروع “الادارة الذاتية” حيث تمكنت تركيا من “احتلال المدينة” في اذار 2018 ونزوح غالب سكانها باتجاه منطقة الشهباء، ومنذ اليوم الاول عمدت تركيا لتدمير مؤسسات الادارة الذاتية وحل هياكلها واعتقال كل من عمل فيها حتى العاملين بالوظائف الخدمية من صحة وتعليم وبلديات.

نظمت الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مؤلفة من 7 إدارات ذاتية هي (الفرات والجزيرة وعفرين ومنبج والرقة والطبقة ودير الزور).

تشكل مكوّنات المنطقة من كرد وعرب وشركس وسريان وأرمن قوام هذه الإدارات.

واقتصادياً، كان الاكتفاء الذاتي الذي استطاعت مؤسسات الإدارة الذاتية تحقيقه نسبيا من الأمور المُلفتة، فالمنطقة وبعد مرور 7 أعوام ورغم أنها تتعرض للحصار وهجوم اقتصادي، تعتمد على إمكانياتها الذاتية في تأمين غالب المستلزمات.

ناهيك عن النهضة التي شهدها قطاع الاقتصاد في المناطق التي عادت الحياة إليها بعد دحر داعش، إذ افتُتحت مئات المشاريع التي حققت الاكتفاء الذاتي للمنطقة وساهمت في نمو عجلة الاقتصاد رغم أن المنطقة ما تزال تعيش حالة توتر.

وفي قطاع التعليم، تم اعتماد ثلاث لغات تُدرّس في المدارس وهي الأرمنية والعربية والكردية.

كما لم تتوقف عجلة التعليم عن الدوران رغم أن المنطقة عاشت حالة حرب على مر أعوام عدة، خلافاً لمناطق سورية أخرى لم تفتح المدارس فيها لأعوام، وخاصة تلك التي سيطر عليها داعش.

تهديدات مستمرة:

أبرز الجهات التي تهدد المنطقة هي تركية، كما أن أطرافاً عدة مثل إيران، النظام السوري وروسيا ودول أخرى، لا يروق لها كل ما يحدث في هذه المنطقة، لهذا تشهد المنطقة بين فترة وأخرى توترات ومحاولات خلق فتنة ونزاع بين المكونات والأطياف التي تتعايش في المنطقة تحت سقف الإدارة الذاتية.

ورغم أن مناطق الإدارة الذاتية تعيش الآن حالة أمن واستقرار لا تتواجد في بقية المناطق السورية سواء الخاضعة لسيطرة النظام أو الخاضعة لتركية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك