تقرير: السيطرة التركية على منطقة عفرين تزيد من حدة التوتر العرقي في سوريا

بعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي والميليشيات السورية في يناير 2018 على مدينة عفرين السورية، ازدادت التوترات العرقية في المنطقة سوءًا.

وشكل خضوع أجزاء من شمال سوريا للسيطرة التركية بحكم الأمر الواقع في أعقاب حملتين عسكريتين: واحدة، أطلق عليها اسم درع الفرات، واستهدفت مناطق عزاز والباب وجرابلس؛ الهجوم الثاني، المسمى “غصن الزيتون”، استهدف منطقة عفرين، التي كانت مستقرة؛ آمنة.

تسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تم توطين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق وجرى توطينهم في منازل سكان عفرين المهجرين قسرا كما وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.

التوترات العرقية في عفرين:
نظرا للظروف المعيشية والعلاقات بين الأشخاص النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة في المدن الثلاث: عزاز والباب وعفرين.

يمكن ملاحظة أنه يمكن التمييز بوضوح بين الوضع في عزاز والباب من جهة، وبين عفرين من جهة أخرى.

“كانت عفرين معروفة بمستوى عال من الاستقرار وقلة التوترات العرقية. وقد تفاقم هذا إلى حد كبير نتيجة للتدخل التركي”.

الأشخاص النازحين الذين تم توطينهم في عفرين يتلقون معاملة تفضيلية على السكان المحليين المتبقين، وإن هؤلاء يتمتعون بالمزيد من الأمن الشخصي، وعدم الاعتقال والخطف وأنه يمكنهم ممارسة سُبل عيشهم والتمتع بحرية الحركة وممارسة تقاليدهم الخاصة.

كما يتعرض سكان عفرين الأصليين للممارسات التمييزية وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة على أيدي الميليشيات المسلحة. يشعر السكان الأصليون في منطقة عفرين بالعزلة، وهم يعادون صراحة النازحين. كما لا يشعر الأشخاص النازحون الى عفرين بأنهم في وطنهم، وبالتالي ظهر تمزق النسيج الاجتماعي في المنطقة.

قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات ذات أهمية خاصة. يعيش العديد من السكان الأصليين في عفرين تحت تهديد مستمر من عمليات الإخلاء والمصادرة واعتقال والنهب من قبل الميليشيات المحلية. علاوة على ذلك ، فإن الأشخاص النازحين إلى عفرين يقيمون الآن في منازل المهجرين قسرا من عفرين.

يجب اتخاذ اجراءات عاجلة لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع في عفرين. يمكن للاتحاد الأوروبي اتخاذ العديد من الاجراءات من تلقاء نفسه، بالإضافة إلى مطالبة الحكومة التركية بالقيام بنفس الشيء بوصفها دولة تحتل المدينة وتفرض وصايتها على كل مفاصل الحياة فيها.

نوصي بالسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا؛ وإنشاء آلية يمكن للسكان المحليين من خلالها تقديم شكاوى بشأن انتهاكات الميليشيات المسلحة “الغريبة عن المدينة”؛ اضافة لإنشاء آلية لمعالجة قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات المستولى عليها من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من انقرة؛ وتنفيذ استثمارات إضافية من قبل الدول الأوروبية المانحة لتنفيذ مشاريع بناء السلام المحلية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك