عودة العثمانية الى سوريا من خلال بوابة المساجد وتعليم الاطفال

منذ التوغل التركي في سوريا والذي بدء في اب 2016 من خلال السيطرة على مدينة جرابلس بموجب صفقة عقدتها مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي انسحب من المدينة وتركية تسعى لفرض واقع جديد اجتماعيا وسياسيا وامنيا وعسكريا يثبت لها موطئ قدم في الشمال السوري، لا سيما بعد أن فشل التمرد السني الذي كانت تدعمه لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد واركان حكمه.

تنوعت الطرق والأساليب سواء أكانت من خلال ربط المدن المحتلة بولايات تركية حيث تتم ادارتها من خلال مجلس محلي تم تعيين اعضاءه بعناية تامة ودراسة أمنية مستفيضة، بغالبية من التركمان، أو كان من خلال تعيين مندوس للوالي يكون الرئيس الفعلي للمجلس وهو صلة الوصل للاوامر القادمة من الوالي في عينات او كلس او هاتاي. او كانت من خلال فرض اللغة التركية في المدارس وافتتاح مراكز ثقافية تركية تروج للحقبة العثمانية وتاريخهم القديم. الأمر لم يقتصر على ذلك فقط نشطت حركة اعادة بناء المساجد او ترميم القديمة منها، حيث يتم تعيين “موظفين لادارة شؤون هذه المساجد” وإلقاء الخطب الحماسية” التي تدعو للجهاد والالتحاق بالفصائل العسكرية، والترويج لسياسة الدولة التركية في المنطقة ومشروعها في الخلافة الإسلامية والعثمانية.

“وقف الديانة التركي” خلال عام فقط تمكنت من ترميم واعادة تأهيل حوالي 108 مسجد في مناطق: جرابلس، الباب، اعزاز وجوبان باي (الراعي).

ويخطط الوقف لترميم 160 مسجداً بحاجة إلى إصلاحات في المنطقة. وتأسس وقف الديانة التركي في 13 مارس/ آذار 1975، وهو يتبع رئاسة الشؤون الدينية التركية، ويقوم برعاية المساجد في 135 دولة حيث جرى اعتقال أئمة بعضها وترحليهم من عدة دول اوربية لاسيما النمسا والمانية بعد تكشف معلومات عن قيام تركيا باستغلال المساجد للترويج للدعاية السياسية ومراقبة المعارضين كاحدى مهمات المخابرات التركية لهم.

مفتي اعزاز، أحمد ياسين أشاد بالمنجزات التركية في ترميم وبناء المساجد، كإحدى اولويات الحكومة التركية التي رممت 17 مسجدا في اعزاز، والتخطيط لترميم 25 أخرى.

وأضاف أن أولوية تركيا الان تتركز على ترميم أماكن العبادة، وقد تم تعيين أئمة ومؤذنين لكافة المساجد. معربا عن امتنانه الكبير لتركيا لما تقدمه من دعم لسكان المنطقة.

وقال حسن أحمد، مؤذن مسجد “مصعب بن عمير” في منطقة الباب، إن “وقف الديانة التركي بدأ بترميم المساجد المتضررة في المنطقة بعد انسحاب تنظيم داعش منها”.

إعادة إحياء الكتّاب من عهد الدولة العثمانية تلت إحياء المساجد:

حلقات دينية اسمها «الكتّاب»، انتشرت مؤخراً في بعض المساجد السورية بدعم من الوقف التركي، تشرف عليها مكاتب الإفتاء في كل مدينة.

وأتت خطوة تنظيم «الكتّاب» بعد أن أعاد وقف الديانة التركي تأهيل المساجد كافة في المدن الكبيرة بمناطق درع الفرات في كل من الباب وجرابلس وإعزاز وصوران وأخترين ومارع، ثم ستليها القرى والبلدات الصغيرة في المنطقة، حيث بلغ عدد المساجد التي يوجد فيها الكتّاب 250 مسجداً، في المنطقة. ووُجدت فكرة تعليم الحلقات في المساجد سابقاً باسم «الكُتاب»، وتعد أقدم في تاريخها الإسلامي أكثر من المدارس، حيث كانت قد استُخدمت في العصور الإسلامية كافة حتى جاء عهد الدولة العثمانية التي أعطتها أهمية بالغة في تلك الفترة، واقتصرت آنذاك على بعض المساجد لقلَّتها، وكانت هي المراكز الوحيدة في تعليم اللغة العربية، ثم بَنَت الدولة العثمانية المدارس في المدن الكبرى فقط؛ لما تحتويه من تضخم سكاني، واقتصر التعليم فيها على اللغة التركية، وكان ذلك في نهاية عهدها تقريباً.