أمهات تروين قصص اعتقال أبنائهم من قبل تنظيم داعش

“ليس هو بالميت الذي يزار قبره ولا بالحي الذي يزار في سجنه، طال غيابه والتوى قلبي وجفت دموع عيني على ولدي وأنا أنتظر قدومه”.

هذا ما قالته لـ”نورث برس” الأم ضحية عيسى الرجب (52 )عاماً من أهالي قرية كبش وسطي في ريف الرقة، والتي تنتظر عودة ابنها “عبدالمجيد النايف” الذي اعتقله تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) في العاشر من شباط/فبراير 2014.

تضيف ضحية الرجب “لم ينضم ابني لأي فصيل, لم يتجاوز عمره 18 عاماً حين أخذوه, كانت تهمته أنه كان يسهر عند بيت عمه، في الصباح جاءت سيارات التنظيم وحملوا ابني من فراشه وهو نائم”.

تردف ضحية الرجب قائلة “ما الذي شيء فعله ابني حتى أخذوه, قالوا لي يومين وسيعود، مضى على غيابه أكثر من ست سنوات, لا نعلم أهو حي أم ميت, فقدت الأمل بعودته”.

وتقول عائلة عبد المجيد النايف، إنهم تلقوا خبراً مفاده إن قوات سوريا الديمقراطية،  بعد أن سيطرت على مدينة الرقة عام 2017، احتفظت بسجناء تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) لديها, منوهةً أن جهات من سوريا الديمقراطية أكدت لهم وجود سجناء في حقل العمر بدير الزور.

زريفة المحمد العبادي (60 عاماً) من أهالي قرية كبش وسطي، هي الأخرى اعتقل التنظيم ابنها البكر “محمد عبيد الخلف” في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل 2014 واستولوا على سيارته.

محمد عبيد الخلف كان يبلغ من العمر/40/ عاماً حين تم اعتقاله؛ ليحرم التنظيم “الخلف”، من رؤية أولاده الثمانية، وهم يكبرون.

تقول الأم زريفة لـ”نورث برس” معبرة عن ألمها “لم أهنأ بطعام ولا شراب ولا يكاد يغيب عن بالي لحظة واحدة, حين أرى أولاده الصغار يوشك قلبي أن يتمزق”.

وتضيف زريفة “حين طُرد تنظيم الدولة من الرقة كنت أتوقع أنه سيأتي, لكني أقول لنفسي أحياناً لم يعد هناك وجود للتنظيم الذي اعتقله، ورغم ذلك لم يعد محمد”.

بعد ثلاثة شهور من اعتقاله, يخرج أحد المعتقلين لدى التنظيم من السجن ويخبر عائلة محمد عبيد الخلف عن مدى التعذيب الذي تعرض له الخلف، قائلاً لهم “من شدة التعذيب كان ابنكم يقول كلام لا يفهم وقد تلقى ضربات ركل من الأقدام على بطنه؛ فكان يستفرغ كلما أكل وكانت يداه أشبه بالمشلولة من آثار التعليق”.

تسمع أم الخلف هذه الكلمات فينفطر قلبها عليه وتقول “أنا الآن فاقدة الأمل في عودته”.

ذهيبة الخلف أم أخرى من أهالي قرية كبش وسطي، حالها كحال سابقاتها إذ اعتقل التنظيم ابنها “خليل الخلف” حين كان يبلغ من العمر/26/ عاماً في العاشر من شباط/فبراير2014.

بعد مرور خمسة شهور على اعتقاله انضم أخاه الأصغر علي للتنظيم؛ لتسمع العائلة فيما بعد أن علياً قُتل في العراق.

تقول ذهيبة مستغربةً “فقدت ولدين ابني الأوسط خليل وابني الصغير علي، ولكن ما يحيرني أن ابني الأوسط اعتقله التنظيم ولا نعرف أين هو، ورغم أنهم أخبرونا بأنه قتل؛ ولكن لا وجود لقبره؛ الأمر الذي يشعرني بالأمل؛ فربما تحدث معجزة ويأتي إلينا”.

تضيف ذهيبة “إلى أين وصلنا, أخوين أحدهما يقتله تنظيم داعش والثاني يُقتل في صفوف التنظيم، أي فتنة هذه”.

وحسب إحصائيات مركز توثيق الانتهاكات في شمالي سوريا, بلغ عدد المختطفين الذين تم توثيق أسمائهم ما بين/5000-4700/ مدني, أطلق سراح/3300-3000/منهم.

فيما نُفذت أحكام بقتل ما بين/1000-700/ معتقل، أما مصير/1300-1000/منهم مازال مجهولاً, غالبيتهم اعتقلوا بين عامي 2017-2014.

المصدر NPA

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك