ظروف صعبة للنازحين في المناطق الخاضعة لتركية شمال سورية

تختصر قصة الطفلة رهف، الحالة الصعبة التي يعيشها أغلب النازحين في المناطق الخاضعة لتركية بشمال غرب سورية.
رهف واحدة من الأطفال السوريين الكثر الذين اضطروا لترك مقاعد الدراسة نتيجة الحرب ليخوضوا معركة الحياة في سبيل تأمين لقمة العيش لعوائلهم.
مَرَضُ والدها وغياب الرعاية وأهمال المنظمات وفساد المجالس والمؤسسات التي شكلتها تركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها أجبرها على العمل رغم أنها مازالت في الـ11 من عمرها، من أجل إعالة أبويها و5 إخوة أصغر منها.
لتجد الطفلة نفسها، التي كانت تحلم بأن تصبح معلمة عندما تكبر، تبيع البسكويت في شوارع مدينة “الباب” شرقي حلب.
وبمناسبة “اليوم العالمي للاجئين”، سردت رهف تفاصيل حياتها اليومية قائلة:
“أغادر المنزل في الساعة العاشرة صباحا وأعود العاشرة ليلاً. أبيع صندوقين من البسكويت في اليوم. أُعَرِّج على المحال التجارية وأعرض البسكويت على السيارات المارة في الطريق. البعض يشتري مني والبعض لا”.
رهف قَدِمَت لمدينة الباب، هاربة من مدينة دير الزور، شرقي سوريا حيث كانت خاضعة وقتها لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتابع: “عندما أبيع البسكويت في الطرقات أرى أطفالاً في طريقهم إلى المدرسة، أتمنى لو أكون معهم، أشتاق لأيام الدراسة ولأصدقائي في الصف”.
وعن أحلامها تقول رهف: “لو كان عندي فرصة للعودة إلى المدرسة، كنت سأود أن أكون معلمة عندما أكبر”.
وتضيف “أتمنى لو يذهب إخوتي إلى المدرسة أيضاً؛ لم يتعلموا القراءة حتى الآن، أنا تعلمت القراءة والكتابة على الأقل”.
وتمضي رهف قائلة: “عندما أجلس في غرفتي هنا في مدينة الباب، أتذكر منزلي في دير الزور، عندما كنت أدخل غرفتي هناك كان عندي ألعابٌ ألعب بها. الجدران كانت مليئة بالرسوم، أتذكر أرضية غرفتي وبلاطها”.
وتقول رهف إنها تحن إلى بيتها واللعب مع أصدقائها في الحي.
المنزل الذي تسكنه رهف الآن، مختلف عن ذلك الذي تحن إليه، فهو بدون أبواب أو نوافذ، مجرد هيكل منزل، ووصفت البيت بأنه “بارد جداً في الشتاء، وعندما تمطر أو يكون هناك عاصفة تتسرب المياه من كل مكان”.
وتشير رهف إلى أن عائلتها التي لا تملك القدرة على تدفئة البيت بشكل دائم في الشتاء لأن ذلك مرتبط بالوضع المادي للعائلة كما ولا تساعدهم المنظمات.
وتختتم حديثها: “أريد أن تنتهي هذه الحرب، لقد قتلت الحرب الكثير من الناس ودمرت منازلهم، أتمنى أن تنتهي هذه الحرب، وأن نعود إلى بيتنا لكي أعود لمدرستي”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد أشارت في تقريرها الصادر عام 2018، أن 5.6 مليون طفل سوري تأثر بالحرب في البلاد.
وأضافت أن 2.1 مليون طفل تركوا مقاعد الدراسة بينما بعضهم لم يدخل المدرسة في حياته.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك