بعد كوباني…الاعلان عن تشكيل مجلس تل أبيض العسكريّ 

أعلن اليوم في مدينة تل أبيض عن تشكيل “مجلس تل أبيض العسكري” ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة قوات سورية الديمقراطية بدعم وإشراف من التحالف الدولي والذي حسم مسألة تواجده الطويل الأمد في سورية ضمن استراتيجة مابعد داعش.
ولن تتضمن المجالس العسكرية نظام الرئاسة المشتركة السائد في مناطق الإدارة الذاتية ومن المتوقع أن يتم تشكيل المزيد من المجالس في الفترة المقبلة والتي تدار من قبل مجلس عسكري تابع للقيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية التي تتخذ من منطقة عين عيسى مقرا لها.
وتشمل خطة تشكيل مجالس عسكرية جديدة في المناطق الرئيسية لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة شرق الفرات توسيعا لانتشار هذه القوات بعدما كان انتشارها مقتصرا في منطقة الرقة ودير الزور، ومنبج فيما كانت وحدات حماية الشعب هي المسيطرة على ثلاث مناطق رئيسية وهي اقليم الفرات الذي يضم مقاطعتي كوباني وتل أبيض واقليم الجزيرة الذي يضم مقاطعة الحسكة ومقاطعة الجزيرة واقليم عفرين. فيما اقتصر انتشار قسد على اقليم الرقة وديرالزور ومناطق محدودة في ريف الحسكة ومنطقة منبج.
وستكون المجالس المشكلة على غرار مجلس كوباني العسكري ومجلس منبج العسكري ومجلس دير الزور العسكري، وستشكل مجالس في الرقة والطبقة بعد تل أبيض وكوباني، حيث تأتي عملية تشكيل المجالس هذه بطلب من التحالف الدولي ضمن تهيئة أوضاع المنطقة حيث تسعى واشنطن لتهدئة مخاوف تركية بهذه الخطوة التي ستضمن إبعاد وحدات حماية الشعب عن المناطق الحدودية.
وكشف القائد العام لقوات سورية الديمقراطية مظلوم عبدي أن قواته بصدد إعادة هيكلية القوات، “قرارنا هو إعادة هيكلية قوات سوريا الديمقراطية وهو مشروع كبير، لكي تتمكن ق س د أداء دورها في الأزمة السورية بشكل عام. وعليه فإننا أمام أعمال ومشاريع كبيرة، سوف يتم إنجازها من خلال المجالس العسكرية في المناطق. وأمامنا كونفرانس موسع لـ ق س د.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قد كشفت في وقت سابق أنها تخطط لهيكلية عسكرية جديدة بعد القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأصدر المجلس العسكري العام لـ”قسد” بياناً في 18 من شباط، حدد فيه الاستراتيجية الجديدة للقوات.
وبحسب البيان، “ستقوم قسد بإعادة هيكلة قواتها وتدريبها ونشرها من جديد حسب المتطلبات الأمنية والعسكرية”.
وتحددت الاستراتيجية المقبلة لقسد على صعيدين، الأول هو القضاء على التنظيم داعش العسكري السري المتمثل في الخلايا النائمة من خلال حملات عسكرية وأمنية دقيقة بمساندة قوات التحالف الدولي.
والصعيد الثاني هو “تجفيف الأرضية الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي يعتمد عليها داعش في استمرارية وجوده”.
مجلس تل ابيض العسكري اعلن تشكيله بحضور قيادة قوّات سوريّا الديمقراطيّة في إقليم الفرات والعشرات من مقاتلي ومقاتلات قوّات سوريّا الديمقراطيّة ووحدات حماية المرأة وقوّات الدّفاع الذاتيّ في تل أبيض وأعضاء الإدارة المدنيّة الديمقراطيّة في مدينة تل أبيض وريفها ومؤسّسة عوائل الشهداء وقوّات الأمن الدّاخليّ.
وتوجّه الرّئيس المشترك للإدارة المدنيّة، وكذلك مؤسّسة عوائل الشهداء في المقاطعة بالتهنئة إلى أهالي تل أبيض وقوّاتها العسكريّة بتشكيل مجلسهم العسكريّ، مؤكّدين مساندتهم للمجلس في كافة الظروف، وموجّهين الشكر لكلّ من ساهم في تأسيس وتشكيل هذا المجلس الذي يعتبر إنجازاً تاريخيّاً تحقّق بفضل تضحيات أبنائهم وبناتهم خلال معارك التحرير التي خاضوها ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ على امتداد مناطق شمال وشرق سوريّا.
وكذلك هنّأ قائد قوّات سوريّا الديمقراطيّة في إقليم الفرات، جميل مظلوم، إدارة وأهالي المقاطعة ومؤسّسة عوائل الشهداء بهذا الإعلان، معتبراً إعلان المجلس تتويجاً تاريخيّاً للقضاء على “داعش” وإنهاء حقبة الظلام، مشيراً أنّ هدفهم هو بناء قوّة أكثر تنظيماً قادرة على الدّفاع عن المنطقة من أيّ اعتداء وهجوم، والقضاء على الخلايا النائمة المرتبطة بـ “داعش” والتي تسعى لزعزعة أمن واستقرار مناطقنا، وأكّد مظلوم أنّ المجلس سيقوم بتفعيل كافة القوّات العسكريّة والأمنيّة المتواجدة في المقاطعة وتوحيد جهودها في سبيل إنجاز مهمة القضاء على تلك الخلايا، وإرساء دعائم الأمان والاستقرار.

نص البيان:

“بعد الانتهاء من الحرب العسكريّة ضدّ “داعش”، والبدء بمرحلة جديدة من النضال ضدّها؛ ونتيجة التوسّع التنظيميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة وظهور العديد من القادة المحلّيين ظهرت معها مهام جديدة أمام قوّات سوريّا الديمقراطيّة، ومن أجل تطبيق هذه المهام بدأت قوّات سوريّا الديمقراطيّة مرحلة إعادة الهيكليّة التنظيميّة عن طريق تأسيس المجالس العسكريّة التي لها ثلاثة أهداف أساسيّة:

1- توحيد جميع القوّات العسكريّة والأمنيّة تحت مظلّتها ممّا يعزّز خوض نضالٍ موحّد ضدّ الإرهاب.

2- إشراك القيادات المحليّة في آليّة اتخاذ القرارات بشكلٍ أقوى.

3- تجذير العمل المؤسّساتيّ في (ق س د) بتفعيل المؤسّسات العسكريّة وتمثيلها في المجلس بشكلٍ أكبر.

وتعتبر المجالس العسكريّة مركز اتّخاذ القرار، ومهمّتها الأساسيّة حماية المنطقة وتقديم المساعدة لأهلها. ويتألّف المجلس من قادة الأفواج وقيادة الألوية والقطاع العسكريّ ومسؤوليّ المكاتب العسكريّة في المنطقة.

ونحن كقيادات عسكريّة في قوّات سوريّا الديمقراطيّة ووحدات حماية المرأة في منطقة تل أبيض ووفق هذه التغيّرات والهيكليّة الجديدة نعلن تشكيل مجلس تل أبيض العسكريّ لنقوم بمهامنا المرحليّة الجديدة في حماية المنطقة ومكافحة الإرهاب على جميع الصعد، لتحقيق أهدافنا في إرساء الأمان والاستقرار وحماية المنطقة من كلّ التهديدات التي تستهدفها.

وبصدد دور المرأة عسكريّاً، وكونها المحور الأساسيّ في تجسيد الهيكليّة التنظيميّة الجديدة ضمن قوّات سوريّا الديمقراطيّة والتي لعبت دورها الرياديّ والطليعيّ خلال الحملات العسكريّة ضدّ “داعش” وقدّمت تضحياتٍ عظيمة في سبيل حماية المجتمع والمرأة بشكلٍ خاصّ، وعلى هذا الأساس فهي تأخذ موقعها ضمن مكاتب المجلس العسكريّ لأداء دورها بشكلٍ فعّال ضمن صفوف قوّات حماية المرأة في منطقة تل أبيض.

وأخيراً نتوجّه بالشكر إلى جميع الحاضرين من عوائل الشهداء، ومجلس صلح العشائر، ووجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة، وقوّات التحالف الدّوليّ والإدارة المدنيّة الديمقراطيّة في تل أبيض الذين قدّموا الدعم لنا خلال مرحلة تحرير المنطقة. وكلّنا أملٌ في أن يستمرّوا في تقديم هذا الدعم والتضامن مع مجلسنا خلال المرحلة الجديدة.

وإنّنا نعاهدهم بالسير على درب شهدائنا حتّى تحقيق أهدافنا في الحرّيّة والمساواة والعدالة الاجتماعيّة في سوريّا ديمقراطيّة، تعدّدية، لا مركزيّة”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك