القوات التركية تواصل تصعيد عملياتها العسكرية في ريف حلب

تواصل القوات التركية قصف قرى بريف حلب لليوم السادس على التوالي، وذلك بعد يوم شهد توغلا لفصائل سورية موالية لها لقرى في منطقة الشهباء ثم الانسحاب بعد أن تكبدت خسائر كبيرة.
حيث اشارت قوات تحرير عفرين في بيان أنها استعادت السيطرة على كل النقاط التي ادعت الفصائل دخولها وتمكنت من قتل 40 عنصرا بينهم ثلاث ضباط أتراك.
القصف استهدف اليوم قريتي مالكية ومرعناز التابعتين لناحية شرا في عفرين بالأسلحة الثقيلة.
وتصاعدت وتيرة الاشتباكات على طول خطوط التماس بين وحدات حماية الشعب والقوات التركية شمالا في ريف حلب الشرقي.
ووصلت تعزيزات من الفصائل السورية الموالية لأنقرة معلنة عن حملة ضد الوحدات في قرى مرعناز والشواغرة والمالكية ومنطقة دير جمال في ريف حلب.
كما قصفت القوات التركية بالمدفعية أمس قرى بمدينة تل رفعت شرقي حلب.
ويتزامن التصعيد التركي شمالي حلب مع تصعيد عنيف لقوات الحكومة السورية على مناطق في إدلب.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن الجيش الوطني الموالي لأنقرة: “مواصلة أفواج المدفعية التابعة للجيش الوطني ومدفعية الجيش التركي قصف مناطق تل رفعت ومنغ والشيخ عيسى وحربل وعين دقنة”
وأضافت أن”العملية العسكرية مستمرة لطرد وحدات حماية الشعب من القرى المحيطة بطريق اعزاز عفرين في ريف حلب الشمالي وصولاً إلى مدينة تل رفعت والمناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية”.
ونقلت وكالة الأناضول أن قوات النظام السوري نفذت هجومًا على موقع قريب من نقطة مراقبة تركية في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، وتوجهت على إثره مروحيات تركية إلى المنطقة بعد إصابة جنود أتراك بجروح.
وتقع هذه النقطة في منطقة الزاوية الواقعة جنوبي إدلب وشمال غربي حماة ضمن منطقة خفض التصعيد” التي وقعها الرئيسان الروسي والتركي في 17 سبتمبر/أيلول 2018
وكانت النقطة نفسها تعرضت لهجوم سابق في 29 أبريل الماضي، ما أدى إلى مقتل إمرأة وطفل من بين النازحين إلى المنطقة.
ويشمل التصعيد الأخير مناطق يشملها إتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه العام الماضي ونصّ على إقامة “منطقة منزوعة السلاح”، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه ويتعرض منذ فبراير انتهاكات متصاعدة.
وتسيطر فصائل جهادية وإسلامية، على رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، بحماية تركية وهي منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في سبتمبر. وينصّ على إقامة “منطقة منزوعة السلاح” بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.
وجنّب الاتفاق الروسي التركي إدلب حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت دمشق بشنّها. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير وتيرة قصفها للمنطقة المشمولة بالاتفاق ومحيطها قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقاً.
وأجبرت الهجمات والعمليات العسكرية الجارية في إدلب بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة وداعميهم، خلال الآونة الأخيرة، في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب السورية، آلاف العائلات على النزوح.
وغادر 42 ألف مدني، خلال الأيام الثمانية الماضية، منازلهم في المحافظة، جراء القصف المتبادل.
ونزحت 6 آلاف عائلة سورية، باتجاه مخيم “أطمة” الحدودي مع تركيا، ونحو المناطق المحاذية لنقاط المراقبة، التي أقامها الجيش التركي، في محافظة إدلب.
كما وتوجهت بحدود 200 عائلة إلى منطقة عفرين حيث تقوم فصائل “غصن الزيتون” بتوطينهم على مراحل في منازل تعود ملكيتها لأهالي عفرين المهجرين أو الذين يتم تهجيرهم لا سيما في منطقة جندريسه و شيخ الحديد / شيه.
وقد أبلغت مصادر موثوقة مركز توثيق الانتهاكات في شمال سورية VDC-NSY قيام فصيل لواء سليمان شاه، المعروف باسم “العمشات” بالاستيلاء على
35 منزلا بعد تهجير أصحابها منها في قرية قرمتلق وقرى أخرى تابعة لناحية شية في عفرين. ومن أصحاب المنازل الذين تم توثيقها:
حسين حسنيك، محمد بلال ملقب تروس، حسين حيدر(حسي حيدر)، حنان جيلو، أحمد حسنيك، محمد ديلي أحمد، رشيد حسين ايبش، عبدين سيدو، بحري كرو.
واعترفت وزارة الدفاع التركية إن جنديين تركيين أصيبا بجروح، السبت 4 مايو/أيار، نتيجة هجوم بقذائف هاون جرى تنفيذه انطلاقاً من أراض يسيطر عليها نظام بشار الأسد، على موقعٍ قريبٍ من نقطة مراقبة تركية في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب.
حيث أضافت وزارة الدفاع، في بيان لها، أن مروحيات تركية أجلت الجنديين المصابين بجروح طفيفة إلى داخل الأراضي التركية من أجل تلقي العلاج.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب لحماية وقف إطلاق النار في إطار اتفاق أستانة.
وأكدت دمشق أن القوات الحكومية السورية وجهت اليوم السبت ضربات إلى مواقع مسلحين في منطقة جنوب ريف إدلب وشمال ريف حماة، لكن دون أي إشارة إلى استهداف القوات التركية.
وأفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية بأن قوات الجيش السوري نفذت “رمايات نارية على محاور تسلل ونقاط تحصن المجموعات الإرهابية في عمق مناطق انتشارها، على جانبي الحدود الإدارية لريفي حماة وإدلب، وذلك ردا على خرقها المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد”.
وذكرت “سانا” أن القوات الحكومية “دمرت ضربات مدفعية وصاروخية أوكارا لإرهابيي جبهة النصرة على أطراف بلدة كفرنبودة، نحو 50 كم شمال غرب مدينة حماة، وفي قرية العميقة إلى الشمال الغربي من البلدة قرب الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي الغربي”.
وفي الريف الجنوبي لإدلب، دمرت وحدات الجيش السوري، حسب “سانا”، “بضربات مركزة ومكثفة عتادا وآليات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وأوقعت عددا من أفراده قتلى ومصابين في قرى حاس وسفوهن واحسم والجانودية، وذلك ردا على اعتداءاته المتكررة على المناطق الآمنة والنقاط العسكرية في ريف حماة الشمالي”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك