تركيا تمحو تاريخ عفرين بالتنقيب عن الآثار وسرقتها

بعد تهجير أكثر من 300 الفا من أهالي منطقة عفرين شمال سوريا وتعزيز خطوات التغيير الديموغرافي، تطوّرت الانتهاكات التركية لتصل إلى محو تاريخ المنطقة كاملا، وذلك عبر عمليات التنقيب عن الآثار وسرقتها.

حيث شاهد الأهالي آليات تركية ومعدات وأجهزة على تلة جنديرس، لحفرها والبحث عن آثار من خلال التنقيب عنها عبر فرق تركية متخصصة في البحث عن الآثار.

الطرق القريبة من التلة والواصلة إليها جرى إغلاقها بشكل كامل من القوات التركية، لا سيما وأن المسلحين السوريين الموالين لأنقرة كانوا قد سبقو القوات التركية في التنقيب في الموقع المذكور…بالتحديد في منطقة تلة جنديرس، وفي ريف ناحية معبطلي ومنطقتي تل علي عيشة وتل زرافكة.

وتحوّلت تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة لسوق تصريف للذهب والآثار التي عثر عليها عبر مئات ورشات التنقيب ضمن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم داعش والفصائل الجهادية، إذ جرى تهريب مخطوطات نقلت من شرق دمشق إلى الشمال السوري، نحو الأراضي التركية.

الانتهاكات التركية المتواصلة ضد السكان الأصليين في عفرين متواصلة من تهجير وتغيير ديموغرافي، تحكم بالموارد الاقتصادية وسرقتها، وإطلاق يد الفصائل المسلحة الموالية لها في النهب والسلب والسرقة والاعتقالات والاختطاف والاعتداء وفرض الأتاوات والاستيلاء على الممتلكات.

وعلّق عدد من سكان عفرين، في إشارة منهم للقوات التركية، قائلين “جاءوا بادعاءات تحرير عفرين وحمايتها فبات حاميها حراميها”.

قيادات في فيلق الشام الإسلامي المدعوم من السلطات التركية، يعمد لتنفيذ عمليات تنقيب عن الآثار في منطقتي ميدانكي والنبي هوري، حيث تجري عمليات نهب الآثار التي يتم العثور عليها أثناء عملية البحث، وسط تعتيم تركي مقصود لإطلاق يد الفصائل لتغيير تاريخ المنطقة بعد أن جرى تحويل حاضرها ومستقبلها، وبات سكان المنطقة الذي يبلغ تعدادهم مئات الآلاف نازحين في مخيمات بشمال حلب، فيما منازلهم تنهب وتسلب ويستولى عليها من قبل فصائل قوات عملية “غصن الزيتون”، التي سيطرت على عفرين في مارس من العام 2018.
وتعرّضت آثار عمرها قرون ومواقع تراثية في عفرين لأضرار بالغة جراء المعارك التي دارت خلال عملية “غصن الزيتون” التركية، فقد تناثر، على سبيل المثال، درج المسرح الروماني بعد خلعه من مكانه أثناء المعارك. وبُني ذلك المسرح في القرن الثاني قبل الميلاد.

كما تعرّضت قلعة النبي هوري، أحد المعالم الأثرية الرومانية في المنطقة، لدمار جراء القصف الشرس.
كما أنّ قصفاً تركياً لمنطقة عفرين ألحق أضرارا بمعبد عين دارة الأثري، الذي يعود إلى الحقبة الآرامية وعمره حوالي 3000 عام.

هذا وقال مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا محمود حمود أن 17 ألف قطعة أثرية سُرقت من المواقع الأثرية والمتاحف السورية، وهي موجودة اليوم في في تركيا.

وتعرضت مدينة عفرين لنهب وتدمير لتراثها خلال الحرب التي شنتها تركية على المدينة ضد وحدات حماية الشعب، واستمرت عمليات النهب والتخريب بعد سيطرتها عليها.

وتفشت ظاهرة الفساد في أرجاء منطقة عفرين بعد سيطرة القوات التركية عليها في 18 مارس/مارس 2018، حيث يتسيّد المشهد هناك عصابات «الميليشيات المسلحة الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان».

ويُكِنُّ سكان عفرين الكراهية لهذه العصابات، التي ينتمي غالبية عناصرها إلى الطائفة السنية العربية أو التركمان.

وقال أحد أهالي عفرين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «هناك تسلسل هرمي في توزيع الغنائم، إذ تُعطى أجهزة التلفزيون للقادة، في حين تُعطَى الثلاجات والغسالات للقيادات الوسطى.

أما الأخشاب والأسلاك التي يتحصَّلون عليها من البيوت المهجورة فتذهب للرتب الدنيا. الأمر مقزز».

وأضاف: «نرى شاحنات مُحمَّلة بالأغراض المنهوبة تسير في وضح النهار. إذ لا يحتاجون لفعل ذلك في الخفاء، هذه هي مكافآت ولائهم. نحن نعيش في العصور الوسطى».

ولم تستفد المواقع الاثرية في عفرين من كونها مدينة مُدرَجة على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الحماية منذ أن طالتها الحرب التركية عام 2018.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك