لاجئوا مخيم دير بلوط يتظاهرون لسوء اوضاعهم الانسانية

تظاهر نازحون في مخيم “دير بلوط” في ناحية جنديرس في ريف عفرين للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية لأكثر من ثلاثة آلاف مهجر من أحياء دمشق الجنوبية والقلمون الشرقي، يعانون من غياب الخدمات الأساسية.

ويضم المخيم الذي تشرف عليه منظمة آفاد التركية عددا محدودا من نقاط الإسعاف غير المجهزة بالمعدات أو الكادر الطبي المحترف، كما يعاني النازحون من نقص المياه الصالحة للشرب، وغياب نظام صرف صحي يبعد عنهم شبح الأمراض التي أصابت العشرات. مطالبين الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات اللازمة لتأمين الخدمات لهم ولا سيما الطبية والتعليمية منها.

وشكا محمد القاضي (45 سنة) المهجر من مدينة الضمير في ريف دمشق، سوء الظروف المعيشية في المخيم، وغياب أي فعاليات تنظيمية داخله، وأضاف “هجرنا من ديارنا التي كنا نسكنها بكرامة في القلمون، وصلنا إلى هنا فلم نجد مأوى سوى هذه الخيام البدائية التي لا تقينا حر النهار ولا برودة الليل”. وأكمل القاضي “أنا أب لأربعة أطفال، أصغرهم عمره 6 أشهر، وأرهقتنا المصاريف في ظل عدم توافر فرص العمل وغلاء الأسعار، وخاصة احتياجات الأطفال من حليب وملابس”.

ومع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في المنطقة، وغياب الطاقة الكهربائية، يعاني سكان المخيم من انعدام وسائل التبريد، سواء الخاصة بهم كأشخاص، أو الخاصة بتبريد الماء الذي يعتبر الحصول عليه من المصاعب اليومية للعائلات في المخيم.
تقول هند درويش (35 سنة) المهجرة من مخيم اليرموك، وهي أم لطفلين “عشنا الحصار في مخيم اليرموك، وكنا نظن أن الحال هنا سيكون أفضل، فكل شيء متوفر في المحيط، ولا ندري السبب الذي يمنع أن تتحسن الظروف في المخيم، أصبح الماء النقي من أزمات حياتنا اليومية، ونعتمد على شراء صهاريج المياه، لكن تكلفة هذه الصهاريج مبالغ فيها، والرجال نادرا ما يجدون عملا لتوفير المال”.

وقال النازح سامي الشامي، إن “الناس في درجات الحرارة المرتفعة يضطرون إلى الذهاب لبحيرة قريبة من المنطقة، رغم أنه لا يوجد فيها أي من إجراءات الحماية والسلامة، بالإضافة إلى حوافها الطينية المنزلقة. ثلاثة من مهجري جنوب دمشق لقوا حتفهم غرقا في البحيرة”.

ويعتبر مخيم “دير بلوط” من أكبر مخيمات المهجرين من ريف دمشق وأحياء جنوب العاصمة الذين تم تهجيرهم مطلع إبريل/نيسان الماضي، وتتبع بلدة دير بلوط التي أقيم فيها المخيم لناحية جنديرس من ريف عفرين، والتي تخضع لسلطة الجيش التركي، ومسلحي المعارضة السورية.

وسبق أن اشتكى ساكنو المخيم من عدم تقديم أي مساعدات لهم بعد دخولهم من معبر أبو الزندين بحلب، وسط غياب كامل للمنظمات الإغاثية في النقاط التي وصلوا إليها.