الأسد يفتح ممراً من إدلب… وبوتين يضع أردوغان بالزاوية

لم يعد خافيا التصعيد الروسي الاعلامي والذي يتزامن مع تصعيد عسكري لبدأ عملية عسكرية لاستعادة إدلب، والتي أصبحت الآن بالكامل تحت سيطرة هيئة تحرير الشام. روسيا أكدت مرارا أنّ تركيا لم تف بالتزامتها، وأنّ إدلب باتت بالكامل تحت سيطرة”الإرهابيين”.

وبعد يوم من استقدامه تعزيزات كبيرة إلى المنطقة الخارجة عن سيطرته منذ مارس 2015، وجهت وحدات الجيش السوري، أمس، ضربات مركزة لمواقع وتجمعات المعارضة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، خصوصا محور بلدة التمانعة، قبل أن تعيد افتتاح ممر أبوالظهور أمام المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق سيطرة جبهة النصرة سابقاً وحلفائها.

ووفق مصدر أمني، فإن هجمات النظام تأتي ردا على الخرق المتكرر لاتفاق خفض التصعيد واعتداء فصائل المعارضة بقيادة «النصرة» على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة، مشيرا إلى نقل عدد من الآليات والدبابات والمدافع المتوسطة والبعيدة المدى إلى المنطقة، ونشرها على الفور لوضع الجبهات في حالة جاهزية تامة في حال طرأ أي تغيّر في حماة وإدلب خلال الأيام القليلة المقبلة.

في موازاة ذلك، أعادت السلطات السورية بالتنسيق مع الجانب الروسي، أمس افتتاح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق المعارضة باتجاه مناطق سيطرة الدولة، التي أفاد المصدر، بأنها وفرت كافة التجهيزات اللوجستية والفنية والصحية واستنفرت كوادر طبية مختصة.

وفي مؤشر قوي على اقتراب المعركة الحاسمة، شدد المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف، أمس، على أن الاتفاق مع تركيا بشأن خفض التصعيد في إدلب لم ينفذ بالكامل، مما يزيد من قلق موسكو ودمشق، مؤكدا التدهور السريع للأوضاع في محافظة الخاضعة بالكامل تقريبا لسيطرة «النصرة»، رغم تأكيد أنقرة أن اهتمامها مركّز على الوضع فيها على وجه الخصوص.

أعزاز والباب

إلى ذلك، شهدت الساعات الماضية اشتباكات بين فصائل المعارضة ووحدات النظام و»قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على طول خط الجبهات من أعزاز إلى الباب في ريف حلب.

وأفاد موقع «عنب بلدي» عن معارك عنيفة على محور مدينة تادف شرقي حلب بين «الجيش الوطني» وقوات النظام على أطراف مدينة الباب، مشيرا إلى مواجهات على محور مدينة مارع بدأت مع محاولة «قسد» التقدم إلى نقاط المعارضة المدعومة من تركيا على أطراف المدينة.

وتحتفظ «قسد» بجيب في الريف الشمالي لحلب، في مدينة تل رفعت وعين دقنة والقرى والبلدات المحيطة بهما، وتسيطر بشكل كامل على مدينة منبج والقرى المحيطة بها في ريف حلب الشرقي.

وفي تطور آخر، نشرت وكالة «أنّا نيوز» الروسية على «تويتر»، أمس، صوراً من عمليات التدريب في مدينة حلب، مشيرة إلى أن مدربين روس يعلّمون «لواء القدس» على الأساليب القتالية والرماية واستخدام الأسلحة. و«لواء القدس» هو ميليشيا عسكرية فلسطينية موالية لحزب البعث السوري.

بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، خلال استقباله، أمس، مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون «أهمية العمل على وقف التدخلات الدولية والإقليمية التي تلقي بتبعات وتداعيات سلبية على مسار تسويتها، وتطيل أمد الأزمة».

إيران وتركيا

في الأثناء، یتوجه النائب الأول لرئیس إيران إسحاق جهانغیري اليوم إلى دمشق في أرفع زيارة إيرانية الى دمشق منذ 2011، في زيارة تستغرق يومين وتهدف إلى تطویر العلاقات مع الرئیس ​بشار الأسد​ ورئیس حكومته عماد خمیس، وفق وكالة «إسنا» الإيرانية.

في غضون ذلك، رأى سفير سورية لدى تركيا، والمقيم في دمشق، نضال قبلان، أن طرح روسيا لاتفاق أضنة هو محاولة لحصر مشروع أنقرة التوسعي، لافتا إلى أن أي وجود عسكري تركي في سورية يسقط تلقائيا لو استطاعت روسيا وإيران وسورية ضمان أمن الحدود.

واعتبر قبلان أن «إثارة موضوع أضنة هو محاولة فتح مسار للرئيس التركي رجب طيب إردوغان كي ينزل عن الشجرة، لأنه تورط بوعود كبيرة لا يقدر على أن يوفي بها، وهو يعلم ذلك، وروسيا تحاول أن تساعده في النزول عنها».

 

 

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك