شرفان درويش: تركيا تهدد الأمان والاستقرار في شمال سوريا

قالت نيويورك تايمز إنّ القوات الكردية والعربية المتحالفة معها تطبق نظام ديمقراطي حر في المناطق التي تديرها والتي حررتها في شمال سوريا، وتمكنت من إرساء الأمان والاستقرار والتعايش السلمي. لكن تركيا تهدف الآن إلى ضرب هذا الاستقرار والتعايش واحتلال مناطقهم ودفعها نحو الفوضى والدمار.

وأضافت “بفضل قوات سوريا الديمقراطية ودعم التحالف الدولي تم تحرير مدينة منبج سنة 2016، أصبح الناس قادرين لأول مرة التعبيير عن أنفسهم، وانتخبوا مجالسهم المحلية وشاركو في بناء مؤسسات التؤ بدورها تحمي المدينة وتوفر الأمان والخدمات للناس”. وهي أمور لم يكن لاحد تصورها في زمن سيطرة تنظينم الدولة الإسلامية التي حول المدينة لرمز للاستبداد وممارسة الجريمة ونفذ في ساحاتها الكثير من الاعدمات الميدانية بحق كل من يخالف أوامرهم ولا يطبق قوانينهم الجائرة…”.

وكتب شرفان درويش وهو المتحدث باسم “مجلس منبج العسكري” التي تشكل أحدى فصائل قوات سورية الديمقراطية، مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” الأربعاء لتوضيح حقيقة ما يجري في المدينة في ظل تصاعد التهديدات التركية لغزوها.

قال درويش “النساء، اللواتي حولهن تنظيم الدولة إلى سلعة وكان يشتريهن ويبيعهن كعبيد، الآن يعملون في المجالس المحلية المنتخبة بنزاهة، حيث نظمت في مدينة منبج ولأول مرة انتخابات محلية حرة، شاركت فيها النساء وحصلن على الكثير من التمثيل في رئاسة المجالس المختلفة. افتتحت عدة مستشفيات في المدينة، وتم إعادة تأهيل 350 مدرسة وهي تستقبل اليوم 120 ألف طالب وطالبة، وتم منح 2000 رخصة عمل للمعامل والمصانع…”

الناس أعطتنا الثقة لتأسيس مجلس عسكري وقوات أمنية من أبناء المدينة، لحمايتها وملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة، الذي يخطط لضرب الأمن والاستقرار…وهو ما منح الناس على اختلاف مكوناتهم فرصة للعيش بدون خوف…

وأضاف “هذه الديمقراطية، ونظامنا السياسي المتنوع في شمال وشرق سوريا قد نجح بلا شك في منبج والآن يهدد الدكتاتوريون والإرهابيون الذين يريدون رؤية بلادنا مقسمة على أسس دينية وعرقية بتدميرها” .

وقال “منذ أعلن الرئيس ترامب قراره بسحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، تراجع الاستقرار، واشتدت الهجمات الإرهابية… على الرغم من أنّ الدولة الإسلامية قد هزمت تقريباً، إلا أنّنا نواجه تهديدات كل يوم من عدو جديد: وهو رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان”.

وكتب درويش: “لقد أكدنا مراراً وتكراراً أنّ وحدات حماية الشعب قد غادرت منبج وأنّ قواتنا لا تشكل أي تهديد للأمن القومي التركي”. “نحن نعتقد أنّ السيد أردوغان لا يخشى وجود أو غياب أي قوة عسكرية معينة، بل هو منزعج من التعايش السلمي والديمقراطي بين العرب والأكراد والمسيحيين وغيرهم في شمال شرق سوريا”.

يخطط أردوغان لاستخدام الميليشيات الإسلامية المدعومة من تركيا لغزو منبج، تماماً كما فعل في أعزاز وجرابلس وعفرين… يقول درويش: “يقول أردوغان إنّه يعيد هذه الأراضي إلى أصحابها الحقيقيين، لكن”بدلاً من ذلك، يهجر أصحاب الأرض ويسكن آخرين بدلاً منهم…ويفرض على السوريين الاحتلال الأجنبي، ويسلط عليهم ميليشيات القتل والنهب وعرقلة عملية السلام وإنهاء الحرب الاهلية المندلعة منذ 8 سنوات…..

وذكر شرفان أنّ تركيا هجرت 300 ألف من سكان عفرين، وقامت بإعادة تجنيد مسلحين سابقين كانوا أعضاء في تنظيمات إرهابية كداعش والقاعدة وأرسلتهم للقتال والاستيطان مع عوائلهم في عفرين وارتكب فيها النهب وتدمير الممتلكات. وكتب درويش “إذا سمحت الولايات المتحدة لتركيا بمهاجمة منبج، فسيتكرر سيارينو عفرين هنا أيضا”.

وعلق درويش على مقترح المنطقة الآمنة “نحن لا نعارض مفهوم المنطقة الآمنة. نحن نعتقد أنّه من الممكن أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من منطقتنا دون التخلي عن شعبنا، نحن بأي حال لن نقبل أي توغل تركي في المناطق التي حررناها، بغض النظر عن الكلمات المستخدمة لوصفها”.

وقال درويش إنّ أي منطقة آمنة في شمال شرق سوريا يجب أن تكون تحت حماية التحالف الدولي، وليس القوات التركية والجهاديين. وهذا من شأنه ضمان حماية حدود تركيا دون إخضاع السكان المحليين لتركيا ووكلائها.

وكتب درويش: “الآن وقد انتهت الحرب، نعتقد أنّ القوى الدولية التي قاتلت مع شعبنا يجب أن تلعب دورها الأخلاقي في تأمين كرامتنا وسلامتنا ورؤيتنا لمستقبل سوريا”.

واختتم درويش مقاله المنشور في صحيفة “نيويورك تايمز” “في منبج، كانت داعش تخطط في الماضي للهجمات ضد الغرب، الأطفال هنا الآن خائفون…. يقع على عاتق العالم مسؤولية التأكد من أنّ مستقبلهم يجب ان يظل آمنًا. ونطلب من شركائنا بالارتقاء إلى مستوى الحدث لتحقيق هذه المهمة الأخلاقية الأخيرة.”

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك