أكثر من 15 ألف عائلة كردي مهجّرين قسرا تعيش في ظروف إنسانية صعبة وسط تجاهل دولي متزايد

أكثر من 15 ألف عائلة من مهجّري عفرين وسري كانيه وكرى سبي تقيم في مخيمات شمال وشرق سوريا وسط تحديات خدمية مستمرة

تعيش آلاف العائلات المهجَّرة من مناطق عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض) في عدد من المخيمات شمال وشرق سوريا منذ أعوام، وذلك إثر العمليات العسكرية التي شهدتها تلك المناطق خلال السنوات الماضية. ومع بداية فصل الشتاء، تتزايد الاحتياجات الخدمية واللوجستية داخل المخيمات، خصوصاً في ما يتعلق بالبنية التحتية، والمياه، والصرف الصحي، والتدفئة.

خلفية التهجير
بدأت موجات النزوح من هذه المناطق بين عامي 2018 و2019، وما تزال أعداد كبيرة من السكان غير قادرة على العودة لأسباب تتعلق بالأوضاع الأمنية والإدارية، وفق ما تفيد به الجهات المحلية. ولم تُسجَّل حتى الآن خطوات عملية واسعة النطاق لإعادة السكان أو تحسين ظروف الاستقرار الدائم.

أوضاع مهجّري سري كانيه وكرى سبي
في مخيمَي سري كانيه وواشوكاني بمحافظة الحسكة، إضافة إلى مخيم تل السمن في محافظة الرقة، تواجه العائلات تحديات مرتبطة بتأمين الخدمات الأساسية. ممثلون عن لجان المخيمات يشيرون إلى أن هطول الأمطار يؤدي أحياناً إلى تضرر الخيام، ما يستدعي تدخلاً إنسانياً لتقليل الأضرار.

كما تم تسجيل نقص في مواد التدفئة في بعض القطاعات، إضافة إلى الحاجة لمستلزمات الشتاء، وفق إفادات لجان الإدارة داخل المخيمات.

أوضاع مهجّري عفرين
يقطن عدد من مهجَّري عفرين في مخيمات بمدينة الطبقة، بعد موجة نزوح جديدة شهدتها المنطقة أواخر عام 2024. وتقول الجهات المنظمة لشؤون المخيمات إن القدرة الاستيعابية للمخيمات تتطلب دعماً إضافياً لتحسين الخدمات، وإن بعض الخيام بحاجة إلى استبدال أو صيانة مع تغير الطقس.

وتشير شهادات من داخل المخيمات إلى رغبة جزء كبير من السكان بالعودة إلى مناطقهم الأصلية في حال توافر الظروف الأمنية والإدارية المناسبة.

تقييم حقوقي
ملف المهجّرين ما يزال بحاجة إلى معالجة شاملة تشمل أوضاع المخيمات، وإمكانية العودة، وتأمين الخدمات الأساسية، دون تقديم توصيات سياسية مباشرة. حيث بات من العاجل الضغط لحل هذا الملف والسماح بعودة الناس لمنازلهم ومدنهم وتعويضهم.

أعداد المهجَّرين داخل المخيمات
بحسب المعلومات المتوافرة لدى إدارات المخيمات، فإن الأعداد التقريبية للعائلات المقيمة حالياً هي:

2574 عائلة في مخيم رأس العين
2357 عائلة في مخيم واشوكاني
6000 عائلة في مخيم تل السمن
2200 عائلة في مدينة الطبقة
2041 عائلة في مدينة الرقة

وبذلك يبلغ مجموع العائلات داخل هذه المخيمات 15172 عائلة، أي ما يزيد على 32 ألف شخص.

احتياجات فصل الشتاء
تشير البيانات الواردة من إدارات المخيمات إلى أن الاحتياجات الأساسية في فصل الشتاء تشمل مواد التدفئة، الأغطية، والخيام البديلة، إضافة إلى تحسين شبكات الصرف الصحي. كما تؤكد الجهات المحلية أن توفير هذه الاحتياجات يعتمد على مستوى الاستجابة من المنظمات الإنسانية والهيئات الداعمة.