نهب موسم الزيتون وفوضى الأمن في عفرين

نهب موسم الزيتون وفوضى الأمن في عفرين

عفرين – 19 تشرين الثاني 2025
تعيش منطقة عفرين واقعاً مأساوياً في موسم الزيتون هذا العام، حيث يشهد الأهالي استمرار عمليات السلب والنهب من قبل بقايا ميليشيات سابقة، في ظل غياب أي دور فعّال للأجهزة الأمنية والإدارة المحلية، واستمرار ما وصفه السكان بـ”الإتاوات والزكوات الإجباريّة”.

إحصاء أمني شامل

باشر جهاز الأمن العام التابع للاحتلال التركي بإجراء إحصاء سكاني في ناحيتي شرّان وراجو، يشمل تفاصيل شخصية دقيقة لكل أسرة، ومناطق تواجدهم، وأصولهم، وأعمالهم، وأرقام هواتفهم. وصف الأهالي هذه الإجراءات بأنها أشبه بـ”تحقيقات أمنية” وليست خدمات مدنية، ما يزيد شعور السكان بعدم الأمان.

موسم الزيتون: انخفاض الإنتاج وعمليات النهب

تأثر الموسم الزراعي للجنة الزيتون بشكل كبير بسبب الجفاف، وتراجع الخدمات الزراعية، والاستيلاء المستمر على الأشجار على مدى ثمانية أعوام من الاحتلال التركي. وقد انخفض الإنتاج هذا العام إلى أقل من ربع المتوسط السنوي قبل الاحتلال.

رغم هذه الظروف، واصلت ميليشيات سابقة، عبر مكاتبها الاقتصادية، ممارسة أعمال النهب والسلب في وضح النهار، مستخدمة ورشات عمال كبيرة وفرض إتاوات على أصحاب المعاصر، مستغلّة غياب الرقابة الأمنية.

أبرز حالات النهب:

  • ناحية شيه/شيخ الحديد: فرض مدير الأمن العام مع شركاء له إتاوة قدرها 4-5 تنكات زيت زيتون لكل معصرة، أي ما مجموعه حوالي 100 تنكة لجميع المعاصر في الناحية.
  • قرى معبطلي وكوبكه: سرقة عشرات الأشجار لعشرات المواطنين في ليلة واحدة.
  • سهل زرافك وكتخ: مجموعات مستقدمة سرقت محاصيل واسعة.
  • قرية ترنده: فيديو متداول يظهر نساء وفتيات يسرقن الزيتون ويهاجمن صاحب الحقل وزوجته بالحجارة.
  • قرى راجو وبلبل وشرّان: بقايا ميليشيات “فرقة الحمزات”، “جيش النخبة” و”أحرار الشرقية” نهبت آلاف الأشجار، منها:
    • 350 شجرة في قرية شنكيليه.
    • 650 شجرة في قرية قره كول.
    • 1000 شجرة في قرى بيليه ودرّويش وزيتوناك.

أسلوب النهب

اعتمدت الميليشيات على عدة أساليب:

  • تشكيل ورشات عمل لقطاف الزيتون وبيع الإنتاج.
  • فرض إتاوات باسم الزكاة على المعاصر.
  • منع المالكين الأصليين من جني محصولهم بحجة ملكية الغائبين أو مبيعات سابقة.
  • استخدام العنف والتهديد، بما في ذلك استقدام مجموعات نسائية للسرقة، لإرهاب أصحاب الحقول.

انتهاكات أخرى

  • قرية كيلا – بلبل، 10/11/2025: اقتحمت مجموعة مسلّحة منزل المحامي بيرم وسرقت أبواباً ونوافذ وشاشة تلفاز وأثاثاً، مستخدمة شاحنة لنقل المسروقات، بينما كان صاحب المنزل غائباً مع أسرته.

تشير الوقائع إلى استمرار فوضى الأمن وانعدام تطبيق القانون في عفرين، مع تزايد نفوذ ميليشيات سابقة في الاقتصاد والزراعة. ويفقد الأهالي قدرتهم على حماية ممتلكاتهم، فيما الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال التركي لا تقوم بدورها في الحد من السرقات أو حماية الموسم الزراعي الحيوي للمنطقة.