مواطن مسنّ وابنته يعودان إلى حلب خائبين بعد حرمانهما من جني محصول الزيتون

مواطن مسنّ وابنته يعودان إلى حلب خائبين بعد حرمانهما من جني محصول الزيتون

في مشهد يعكس حجم المعاناة اليومية التي يواجهها المدنيون العائدون إلى مناطقهم، مُنع المواطن المسن أحمد سيدو، من أهالي قرية جيه التابعة لناحية راجو، صباح الثلاثاء 21 تشرين الأول 2025، من جني محصول الزيتون من حقله الكائن بالقرب من مفرق قرية ديكه، والذي يضم نحو 100 شجرة زيتون، وذلك على يد المدعو حيدر بعاج، عضو المكتب الاقتصادي في الفرقة التاسعة الموالية لحكومة الاحتلال التركي، والمنضوية تحت وزارة الدفاع السورية.

وبحسب المعلومات الواردة، فإن المدعو بعاج اشترط على المسن إحضار وثائق تثبت ملكية الأرض من السجل العقاري وبيان المساحة. ورغم محاولات أحمد سيدو المتكررة لاستخراج الوثائق المطلوبة من مديرية السجل العقاري في حلب والدائرة الفرعية في عفرين، جاءت الردود سلبية بحجة فقدان السجلات وعدم توفر البيانات.

وبعد أيام من المحاولات الفاشلة، توجه المسن برفقة ابنته إلى الحقل في محاولة لجني بعض من محصوله، إلا أن حيدر بعاج منعه مجدداً واستولى على الأرض ليجني الثمار لمصلحته الشخصية.

تُقدر أعمار أشجار الزيتون في الحقل بين 15 و20 عاماً، ولم تُحرث الأرض منذ سنوات، كما تتعرض للرعي المتكرر من قبل ماشية المستوطنين، مما أدى إلى ضعف الإنتاج. ورغم أن مردود الحقل لا يكفي لتغطية نفقات المسن لعدة أشهر، فقد حُرم حتى من هذا القليل، في ظلّ ما يُوصف بسياسة تضييق ممنهجة تمارسها السلطة السورية الانتقالية ضد الأهالي.

يُذكر أن أحمد سيدو وابنته عادا مؤخراً إلى قريتهما لتفقد المنزل والأرض على أمل تأمين مؤونة الشتاء من الزيت والزيتون، لكنهما اضطُرا للعودة إلى مدينة حلب خائبين وحزينين بعد أن سُلب حقهما الطبيعي في جني ما تبقّى من ثمار أرضهما.