تحقيق: وحدة التوثيق – حزيران/يونيو 2025
تشهد مناطق مختلفة من سوريا الخاضعة لسيطرة النظام تصاعداً مقلقاً في وتيرة الانتهاكات بحق المدنيين، شملت عمليات خطف، وقتل على خلفيات طائفية، وتعذيب نساء وأطفال، واعتقالات جماعية، وذلك وسط غياب تام للمساءلة أو الشفافية.
دمشق: اختطاف على خلفية طائفية
في كفرسوسة بدمشق، اختُطف الشاب حسين علي عبد الكريم (من مواليد التسعينيات) يوم الجمعة 27 حزيران/يونيو، بعد خروجه من عمله في مطعم “فيفت”، وسط ظروف غامضة ودون أي معلومات عن مصيره حتى لحظة إعداد التقرير.
ينحدر حسين من عائلة علوية فقيرة تعيش في منطقة السومرية، ما يثير مخاوف من أن يكون الحادث على خلفية طائفية في بيئة أمنية مشحونة بالتوتر والتمييز.
السيدة زينب: مقتل حاج عراقي مسن بسبب “لباس العزاء”
في حادثة أثارت استياءً واسعاً بين الزوار، أقدم عناصر من “الأمن العام” على قتل الحاج العراقي خليل أبو إبراهيم (80 عامًا) قرب مقام السيدة زينب في دمشق، في أول أيام محرم، بعد رفضه خلع ملابس العزاء السوداء التي كان يرتديها احتراماً للإمام الحسين، في مشهد موثق بالشهادات ومؤشرات الإهانة الدينية.
حماة – سلحب: اختطاف أمام منزلها
بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، خُطفت الشابة دعاء فؤاد عباس (29 عاماً) أمام منزلها في بلدة سلحب بتاريخ 24 آذار/مارس، من قبل مجموعة مهاجمين، حيث تم جرّها إلى سيارة وفرّوا بها، دون معرفة الجهة الخاطفة. الحادث وقع بعد أيام من اختطاف خزامة نايف العبود في ظروف مشابهة.
ريف تلكلخ: اجتياح مسلح واعتقالات وتعذيب جماعي
نفّذ مسلحون من قرية الزارة وعناصر من “الأمن العام” حملة مداهمة عنيفة في قرية باروحة بريف حمص الغربي، رافقها اعتقال عشرات المدنيين، منهم:
هاني، عيسى، جعفر، أسعد، فهد، غسان، محمد، محمود، عبد الرحمن، حسين، عبد الله، حسن، خضر، عبد الله يونس، ميهوب شيحان، عمار، يوسف، جابر، زكريا، علي عمران وآخرون.
انتهاكات موثقة في الحملة:
منع السكان من مغادرة منازلهم أو إسعاف المصابين، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى لم يُكشف عن أعدادهم.
تعذيب أربعة أطفال: (ذو الفقار، ليث، المقداد، جلال حمدي) عبر ضربهم ورميهم في مجرور صرف صحي، حيث تم إخراجهم بعد ساعة في حالة حرجة.
إهانة كبار السن: أجبر المسلحون الشيوخ على خلع ملابسهم بالكامل، وضربوهم وأجبروهم على إصدار أصوات مهينة وسط سخرية، ما يشكل جريمة تعذيب علنية.
منبج: إطلاق نار وإصابة طفل
في قرية الشبالي شرق منبج، أقدم أشخاص يتبعون لـ”الأمن العام”، عرف منهم: أحمد الحمد، محمد الحمد، إبراهيم الخليل، على مداهمة منزل أحد المدنيين وإطلاق النار عليه وعلى منزله، ما أدى إلى إصابته هو وطفل بعمر 7 سنوات، قبل أن يلوذوا بالفرار.
مناشدة للإفراج عن ريم جابر
وجّهت والدة المعتقلة ريم جابر مناشدة إنسانية للإفراج عن ابنتها التي اعتُقلت مع زوجها وسيم الأسد في تلكلخ، بعد عودتها من لبنان إثر “خدعة تسوية”، حيث لم يُعرف عن مصيرها شيء حتى الآن.
ماذا فعلت ريم جابر لتُعاقب بسبب زوجها؟ تسأل والدتها، وسط صمت رسمي يثير الريبة ويكرّس نمط الاعتقال التعسفي الانتقامي في البلاد.
تؤشر هذه الانتهاكات المتكررة إلى تفاقم حالة الإفلات من العقاب في سوريا، واستمرار اعتماد الأجهزة الأمنية والمليشيات التابعة لها على أساليب العنف والتمييز الطائفي والتعذيب، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لوضع حد لتدهور الوضع الإنساني، وضمان الحد الأدنى من العدالة للضحايا وذويهم.