توثيق الانتهاكات في مدينتي تل أبيض ورأس العين خلال شهر شباط 2020

تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقتي تل أبيض و رأس العين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.

القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.

وشهدت المنطقة منذ الأول من شباط \فبراير 2020 وحتى تاريخ 29 من الشهر نفسه اعتقال ( 36 ) شخصا، تمكنّا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عوائلهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة، كما وتم توثيق تعرض أكثر من 18 معتقلا للتعذيب، وسجلت حالتي وفاة واحدة تحت التعذيب.

بتاريخ 12 فبراير توفي ( محسن العليوي ) المعتقل في سجون ميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة بمدينة رأس العين \ سري كاني جنوبي مدينة الحسكة، متأثراً من عمليات التعذيب الوحشي التي تعرض لها، بعد أسبوع من اعتقاله.

وتعرض (العلوي) الذي اختطفته ميليشيات الجيش الوطني قبل أسبوع، لكافة أشكال  التعذيب والتنكيل حتى وفاته داخل المعتقل، وسلمت جثته لذويه، وتم إخبارهم إنّه أنتحر في السجن.

وبوفاة (العلوي) يكون عدد المعتقلين الذين توفوا في سجون (الجيش الوطني) قد ارتفع إلى ( 74 ) معتقلاً.

ادلة جديدة تكشف استيلاء فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا على مئات منازل المدنيين في مدينة تل أبيض

كما وأصيب مواطن بجروح بليغة بعد اطلاق نار عليه من قبل عنصر ينتمي للجيش الوطني / جماعة الموالي / في بلدة رأس العين.

بتاريخ 16 فبراير قتل وجرح 13 شخصا، نتيجة انفجار سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة المسلحين المدعومين من تركيا.

وبلغ عدد القتلى 5 أشخاص وجرح ثمانية آخرين نتيجة انفجار سيارة مفخخة قرب دوار البلدية في المدينة، ضمن حالة من الفلتان الأمني وندرة الخدمات.

وتتكرر عمليات انفجار السيارات والدراجات النارية المفخخة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، آخرها كان مقتل ثمانية أشخاص وجرح 22 آخرين الأحد 10 تشرين الثاني الجاري وسط بلدة سلوك، سبق ذلك جرح مدنيين اثنين بانفجار “مفخخة” في تل أبيض.

قتلى وجرحى في قصف تركي استهدف ريف حلب والرقة طال مخيمات النازحين ومسجدا

بتاريح 18 فبراير، فقد شخصان حياتهما في مدينة قامشلو، شمال شرق سوريا إثر انفجار عبوة ناسفة وُضعت في محرك قديم بين الخردة، في مستودع تجميع وإعادة تكرير البلاستيك على طريق العويجا.

الضحيتان هما : رودي فاروق سليمان (29) عاماً من أهالي جرنك في مدينة قامشلو، ورائدة نايف (24) عاماً من أهالي ناحية تل حميس.

تاريخ 18 فبراير نجحت عائلة المواطن (عادل حجي) من تحريره بعد ثلاثة أشهر من اختطافه من قبل جماعات مسلحة موالية لتركيا في مدينة رأس العين/ سري كاني.

عادل حجي، كان قد قرر العودة لمنزله في البلدة الخاضعة لسيطرة المسلحين المدعومين من تركيا لتفقده، وذلك بعد أن حصل على ضمانات بعدم التعرض له، لكن فور وصوله تم اختطافه من قبل عناصر ينتمون إلى فصيل (أحرار الشرقية) والذي سلموه لاحقا لفصيل ( سلطان مراد) وبعد مفاوضات استمرت ثلاثة أشهر تعرض خلالها عادل للتعذيب، والحرمان من الطعام والماء ،تم الإفراج عنه بموجب فدية مالية تم دفعها عبر وسطاء وبلغت 15 ألف دولار.

وكانت فصائل المعارضة قد قامت بحرق منزله، بعد سرقة كل محتوياته كما وتمت مصادرة محله التجاري في المدينة.

وكان ثلاثة معتقلين على الأقل قد تمكنوا من الفرار في بداية فبراير الجاري، كان قد جرى اعتقالهم منذ التوغل التركي في المنطقة بتهم جائرة، الأشخاص الثلاثة نجحوا في الفرار أثناء قيام ما يعرف برئيس (رئيس قسم التحقيق في الشرطة العسكرية) المدعو “أبو جعفر” بأخذهم إلى منزله لتنظيفه وتشغيلهم في أعمال الصيانة والترميم، المنزل تعود ملكيته لمواطنين اضطروا للنزوح قسرا من مدينة رأس العين بريف الحسكة الغربي إبان الغزو التركي للمنطقة، الذي سبقه قصف جوي ومدفعي الذي تسبب في نزوح قرابة 350 ألف من السكان.

كما قام عنصران من “الجيش الوطني” باختطاف راعي للغنم، يدعى (عبيد عيسى)، قرب قرية كوزليه في ريف ناحية تل تمر، والقريبة من الطّريق الدّولي، وتم الاعتداء عليه ومصادرة أغنامه.

تأتي هذه الممارسات، وسط قيام الشرطة العسكرية برأس العين بزيادة حملات الاعتقال والخطف طالت حتى النساء في منطقة رأس العين، وقام مسلحوا الفصائل بتأجير محلات المدينة والمنازل المستولى عليها.

كما أصيب مدني بعدة رصاصات في اطلاق نار عليه من قبل عنصر ينتمي للجيش الوطني / جماعة الموالي / في بلدة رأس العين.

وفي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، والخاضعة لسيطرة المسلحين الموالين لتركيا قام عناصر من فصيل (أحرار الشرقية) يوم السبت 8 شباط بحرق منزل المواطن (ابراهيم الدحام) في قرية (العلة) بريف ناحية سلوك، ذلك بعد نهب محتوياته، وتحطيم الأبواب والشبابيك. وسبقت عملية الحرق اعتقال صاحبه، وتعذيبه، وضربه بأخمص السلاح على الرأس و الوجه مباشرة. والاعتداء تم بعد أن رفض (الدحام) دفع فدية مالية، 3 آلاف دولار، تم فرضه عليه بحجة أنّ الفصيل يحمي تلك المنطقة، وعناصره بحاجة لأموال وغذاء.

في تل أبيض كذلك قام عناصر أحد الحواجز المعروفة باسم (حاجز الخراطيم) الذي يتحكم به المدعو (ابو زيد المنغ) بالاعتداء وضرب المواطن (درويش الخليل) وهو من قرية(فريعان) وطالب ذويه بدفع مبلغ ( 2000$ ) لإطلاق سراحه.

الأنباء الواردة من قرى وبلدات مدينتي تل أبيض ورأس العين والتي باتت خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة مدعومة من تركيا، أفادت عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، نتيجة توقف تام للأعمال وغياب فرص العمل والخدمات ما زاد من معاناة الأُسر هناك بعدما كانت المنطقتان تعتبران من أكثر المناطق ازدهارا ونشاطا في التجارة والأعمال.

في حين، تشهد المنطقة برمتها استمرار عمليات الاعتقال المتكررة بقصد الابتزاز لقاء مبالغ مالية تصل إلى 2 مليون ليرة، ضمن مساومة تقوم بها الجماعات المسلحة، كما يتم اعتقال الأشخاص لأكثر من مرة بهدف الابتزاز من قبل تلك الجماعات، حيث تعتبر كل جماعة منفصلة عن الأخرى وتقوم بزيارة سكان القرى وتختار العوائل وتبلغهم بدفع مبلغ معين أو سيتم اعتقال فرد أو أثنين ثم يعودون ضمن مهلة محددة لقبض المبلغ أو مداهمة المنزل واعتقال المطلوبين بداعي ارتباطهم إما بالإدارة الذاتية أو أنّهم خلايا نائمة.

إضافة لذلك هناك حوادث أخرى تمكنا من توثيقها، منها تعرض منزل المواطن حج مصطفى محمود رمو، للمداهمة عدة مرات ومطالبته بدفع مبلغ 2 مليون ليرة سوري، أو سيتم اعدامه ميدانيا أمام عائلته….وخلال تلك المهلة ظلت القرية محاصرة، فقام بدفع المبلغ.

المواطن الأرمني، ساكو داوو سكيرو، تم تخييره بين دفع مبلغ 3 مليون ليرة سوري أو سيتم ذبحه، وحتى دفع المبلغ تم اختطافه، وظل يتواصل عبر الهاتف مع عائلته حتى تم دفع المبلغ.

المواطن محمد بن نعسان جول بك، تم تخييره بين دفع مبلغ مليون ليرة سوري، أو سيتم إحراق منزله، وقبل انقضاء المهلة تم إحراق المنزل بعد سرقة كافة محتوياته، محمد هرب إلى مدينة كوباني خشية القتل.

المواطن محمود إسماعيل تم اعتقاله من منزله في قرية متكلطة، وبعد 3 أسابيع دفع ذويه مبلغ مليون ونصف للافراج عنه، حيث كان مختطفا في قرية تنوزه بريف مدينة تل أبيض.

المواطن مصطفى الأحمد المصطفى، المواطن ياسين الأحمد المصطفى، المواطن عزيز ياسين المصطفى، المواطن اسماعيل حسن الإدريس وهم من سكان الحي الشرقي في تل أبيض تم اختطافهم، وطلب فدية مالية 2 مليون ليرة سورية للافراج عن كل واحد منهم، أو سيتم قتلهم.

المواطن محمد عبدالله، تم اختطافه بتاريخ 17 يناير، ودفع ذويه مبلغ مليون ونصف مليون ليرة حتى تم الافراج عنه، حيث كان تعرض للتعذيب وكسر في الأصابع.

المواطن عيسى عبد العزيز، مع ابنه عدنان 8 سنوات اختطف من قبل الجيش الوطني على الحاجز في المدخل الغربي لمدينة سلوك، بتاريخ 20 يناير ومازال مصيره مجهولا، حيث تلقت عائلته اتصالا بعد 10 ساعات من فقدان التواصل معه يطالب عبر الخاطفون مبلغ مليونين ليرة سورية للإفراج عنه، ورفضوا السماح لهم بالحديث مع عائلته.

كما نفذت حملات اعتقال في قرية (الحويجة) بريف مدينة تل أبيض، لم نتمكن من توثيق الأسماء حتى الآن..

محمد حسين، 55 عام أبلغ أن الابتزاز ليس فقط عن طريق اعتقال الأشخاص واجبارهم على دفع مبالغ مالية معينة لمرة أو أثنتين، بل امتد إلى قيام المسلحين الذين يتلقون دعما تركيا بفرض الإتاوات على الأهالي وعلى إدخال البضائع إلى القرى والبلدات بريف تل أبيض ورأس العين، كما أنّ الحواجز تطلب مبالغ مالية كبيرة لقاء مرور المدنيين بسياراتهم والركاب أيضاً.

مريم المصطفى/ 50 عام، تتكون عائِلتُها من ثمانية أفراد، مُهجَّرة من إحدى قرى رأس العين/سري كانية قالت “عدنا بعد انتهاء الهجوم التركي إلى منازلنا…أتى مسلحون واقتادوا بعض الشبان في “الحي” إلى جهات مجهولة، بينهم ابن خالي أسمه أحمد العواد وقريب لي أسمه محمد المسطو وبعد أيام ذهبنا واستلمنا جثثهم من المشفى”.

تضيف مريم ” رافقنا مسلحون وطلبوا منا دفنهم على عجل ودون إقامة مراسم دفن، أو فتح توابيت الجثث…” وقالت ” رغم ذلك تمكنا من فتح الأكفان، كانت آثار التعذيب واضحة، تمت خياطة أعينهم وأفواههم بأسلاك معدنية وكانت آذانهم مقطوعة”.

تاريخ 19 فبراير، أظهرت صور حديثة تعرض المواطن (محمد خالد الخلف) لتعذيب شديد بعد اختطافه من منزله في قرية (أم عشبة) شرقي مدينة رأس العين بريف الحسكة، والخاضعة لسيطرة المسلحين المدعومين من تركيا. الصور كشفت تعرضه لثقب في قدميه وتعرضه للكثير من الرضوض والكسور في منطقة الصدر نتيجة الضرب حيث أكدت شهادات لذويه أنّه بقي محروما من الطعام والعلاج والماء مدة أيام، واضطروا للإفراج عنه بعد تدهور صحته، حيث أسعف في حالة حرجة إلى تركيا لغرض العلاج.

وفي 22 فبراير اقتحم المسلحون الموالون لتركيا قرية (أم الكيف) شمال ناحية تل تمر بريف الحسكة الغربي واختطفوا 5 أشخاص بينهم امرأتين، أثناء رعي أغنامهم بالقرب من قرية الريحانية، عرف منهم امرأتين و تدعيان فاطمة محمد المطيرم الكنيهر 32 عاماً ويازي خضر محمد 45 عاماً، إضافة إلى نهب 150 رأساً من الأغنام.

بتاريخ 23 فبراير، اقتحمت دورية مسلحة من مايسمى ب ( جهاز مكافحة الارهاب ) مدينة عين عروس في تل أبيض شمال الرقة واعتقلت عددا من الأشخاص عرف منهم : ( احمد الخليل الهوش، خليل المصطفى، عبد الله الشويش، محمد الاحمد الحمادي ) وتم اقتيادهم لجهة مجهولة.

تركيا تتسبب بـ “عطش” قرابة مليون شخص في مدينة الحسكة منذ أيام…و مازال مستمرا.

عانت مدينة الحسكة من أزمة في مياه الشرب منذ الـ 22 من شباط الجاري، حينما اقتحمت القوات التركية والفصائل الموالية لها، محطة مياه الشرب في “علوك” بريف رأس العين، حيث طردت العاملين فيها، بعد توقف المحطة عن ضخ مياه الشرب عن المنطقة التي تغذي مناطق واسعة.

ومشروع مياه علوك يزود نحو 600 ألف نسمة بمياه الشرب في منطقة الحسكة والتجمعات السكانية القريبة، ومخيمات النازحين وعلى طول خط الجر الممتد من الآبار وصولًا إلى محطة الحمة غرب مدينة الحسكة.

وكانت محطة مياه علوك قد تعرضت لاعتداءات سابقة، وتعرضت للقصف من قبل القوات التركية أكثر من مرة، ما أدى لانقطاع المياه عن مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر.

ومحطة المياه في علوك هي محطة استراتيجية تغذي مدينة الحسكة، وناحية تل تمر، والمناطق الجنوبية من الحسكة، كالهول، العريشة، الشدادي ومركدة، بالإضافة إلى المخيمات الموجودة ضمن المنطقة، كمخيم العريشة، الهول وواشو كاني، وما يقارب المليون نسمة، وإطفائها يؤدي إلى كارثة إنسانية في مقاطعة الحسكة.

وكانت المحطة قد تعرضت بتاريخ 19 آذار يوم الاثنين وفي الساعة 2 بعد الظهر لقصف بقذائف الهاون من قبل القوات التركية، حيث سقطت ثلاث قذائف على المبنى الإداري وخط الكهرباء المغذي للمحطة مما أدى إلى تخريب المبنى وانقطاع الكهرباء وتوقف المحطة عن العمل، علماً بأنّ هذه المحطة تغذي مدينة الحسكة وتل تمر وقراها بمياه الشرب.

بعد حرمانهم من مياه الشرب… القوات التركية تقطع الكهرباء عن بلدات في الحسكة بعد استهداف أسلاك التوتر العالي
28 فبراير، 2020
أدى استهداف الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، اليوم الجمعة، 28 شباط 2020 خطوط التوتر العالي لنقل الكهرباء في مدينة تل تمر شمالي الحسكة إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة.

وتضرر خط توتر 66 ك ف المغذي لمحطة تحويل تل تمر عند بلدة أم الكيف لأضرار بالغة في القصف، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بلدة تل تمر غرب الحسكة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها خطوط التوتر العالي، يوم الخميس، 20 شباط، 2020 أيضا تم استهداف نفس المنطقة.

في 26 شباط أصيب /7/ عمال من مكتب الطاقة التابع للإدارة الذاتية في ريف بلدة زركان/أبو رأسين، عقب انفجار لغم أرضي أثناء محاولتهم صيانة خطٍ للتوتر العالي في قرية خربة شعير.

وحمّل فريق الصيانة فصائل المعارضة التابعة لتركيا مسؤولية التفجير، وتعمد زرع اللغم في تلك المنطقة التي يتوقع أن ترتادها فرق الصيانة بعد تضرر خطوط التوتر العالي، نتيجة قصف الفصائل.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك