لا أنباء طيبة لتركيا بشأن المنطقة الآمنة في سوريا

صرح المبعوث الأميركي الخاص لسوريا السفير جيمس جيفري خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف بأن الولايات المتحدة ليس لديها أي إطار زمني لانسحاب قواتها من سوريا.

تهرب المبعوث الأميركي من الإجابة عن أسئلة الصحفيين في المؤتمر، والتي ركزت معظمها على الوضع في شمال شرق سوريا، حيث تطمح أنقرة لملئ فر اغ الانسحاب من خلال “احتلال مدن” الكردية.

سال لعاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع تغريدة ترامب أواخر العام الماضي حينما أعلن فحأة سحب قواته من سوريا.

غير أن الاقتراح التركي لم ينل موافقة أي من الأطراف المنخرطة في الحرب السورية حتى الآن.

ويبدو أن جيفري حاول خلال المؤتمر الصحفي عبر الهاتف التهرب من الخوض في تفاصيل المنطقة الآمنة.

وفي معرض رده على سؤال بخصوص هذا الموضوع، قال: لقد أوضح الرئيس أنه مهتم جدا بالمخاوف الأمنية المشروعة التي تنتاب تركيا. فالأتراك يخشون أن يكون لقوات سوريا الديمقراطية، شريكنا المحلي في شمال شرق سوريا الذي يضم في مكوناته الاساسية أكرادا، علاقات مع حزب العمال الكردستاني، ومن ثم فإن مخاوف تركيا الأمنية مشروعة. وقد تعهد الرئيس، بتبديد هذه المخاوف الأمنية لتركيا. غير أننا حريصون للغاية أيضا على عدم إساءة معاملة أي من السكان الأكراد الذين انتفضوا معنا ضد داعش وإلى حد ما ضد الأسد أيضا. لذا نسعى جاهدين لإيجاد سبيل لتبديد تلك المخاوف على الصعيدين”.

واختتم جيفري رده بإقراره بعدم اتفاق الأطراف المعنية على حل فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، لكنه قال إنه يأمل بالتوصل إلى حل.

لم تتضمن تصريحات جيفري أي تفاصيل بخصوص عدد القوات الأميركية التي ستنسحب.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في الأصل الانسحاب الكامل والفوري في التاسع عشر من ديسمبر بعد مكالمة هاتفية مع أردوغان، بيد أنه تراجع عن هذه الخطة بعد ذلك.

وبدا من تصريحات جيفري صباح الجمعة أن الجيش الأميركي في سوريا قد عاد إلى الوضع الذي كان عليه قبل إعلان ترامب في ديسمبر بشكل كامل تقريبا.

وقال جيفري: “نسحب بعض قواتنا، لكننا نحتفظ بفرقة في شمال شرق سوريا، بجانب شركائنا في التحالف وبجانب السيطرة على المجال الجوي للاستمرار في محاربة داعش ولضمان عدم ترك فراغ مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة التي حاربنا فيه بكل قوة وحارب فيها شركاؤنا بكل قوة للقضاء على داعش”.

وفيما يتعلق بمدينة منبج إحدى المناطق التي يشتد عليها الصراع في شمال سوريا، لم تحرز الولايات المتحدة وتركيا تقدما يذكر أيضا فتركيا تطمح للاستيلاء على المدينة كذلك وهو ما لم يتحقق بأي حال.

ويقول جيفري “أجل، خارطة طريق منبج ماضية قدما. ثمة بعض المتطلبات في خارطة الطريق، ولا أستطيع هنا سوى التحدث بصفة عامة، لتبديد المخاوف الأمنية التركية ومخاوفنا الأمنية وضمان استقرار منطقة منبج. هذا أمر مهم جدا لأننا شهدنا، وما زلنا نشهد، وجودا كبيرا جدا لداعش في منطقة منبج. فقدنا أربعة أميركيين في الآونة الأخيرة. وشهدنا عدد من الهجمات على قوات الأمن المحلية”.

جرى إعداد خارطة طريق منبج في البداية لتبديد المخاوف التركية في العام 2018، في عهد وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون. وأبقى خليفه مايك بومبيو على مجموعات العمل.

وتريد تركيا من قيادة قوات سوريا الديمقراطية ترك مجلس منبج العسكري، وانتخاب مجلس جديد يتم تشكيله من المحليين. وكرر جيفري نفس الأهداف لخارطة طريق منبج، لكنه أبلغ الصحفيين بأن المسؤولين الأميركيين يواجهون بيئة معقدة في منبج.

وأضاف جيفري: “إنها بيئة معقدة للغاية. وعلى الرغم من ذلك، لدينا خارطة طريق مع تركيا تتضمن انسحاب بعض قيادات قوات حماية الشعب التي تعد العنصر الأساسي في قوات سوريا الديمقراطية، التي تقول تركيا بقدر من المنطق إنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، ولدينا إجراءات أيضا لتسيير دوريات مشتركة مع الأتراك في منطقة منبج. وأجرينا الكثير منها خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.

في جوهر الأمر، يبدو أن المطالب التركية بخصوص منطقة منبج، بما فيها دخول مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا إلى المدينة، قد ُرفضت بشكل غير مباشر من المسؤولين الغربيين والروس.

ضربات متتالية على راس الأتراك ففي آخر قمة بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا في سوتشي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن نظيره الإيراني حسن روحاني رفض النسخة التركية من المنطقة الآمنة.

الهان تانير/ احوال تركية

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك