قتلتهم طائرة تركية بغارة جوية على مكان عملهم وجعلتهم “إرهابيين” لتبرير الجريمة

محمد خان وقصة المأسة الكوبانية بالطائرات التركية

بعيون ٍتملؤها الدموع قال لنا العم أبو محمد خان (75) عاما “ابني لم يكن إرهابيا بل كان يبحث عن لقمة عيشه في تلك المناطق البعيدة” وهو يضم إلى صدره صورة ابنه الذي قتلته الطائرات التركية أثناء قصفها لمنطقة سنجار شمال العراق في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي أثناء عمله في حفر الآبار الارتوازية تلك المهنة التي يشتهر بها أبناء كوباني منذ عدة عقود.

 

“خليل خالد جعو من قرية قولان قره علي، مصطفى حجي من سكان قرية قولان، ومحمود خان تمو من قرية حلنج” الثلاثة من مواليد مدينة كوباني ويعملون منذ سنوات في مناطق متفرقة من سنجار والجبل، غربي الموصل، مركز نينوى، شمال العراق لحفر أبار المياه…قتلوا معا بعد أن استهدفت غارة جوية تركية مكان عملهم…

 

سعيد حسين وهو من أهالي سنجار قال في شهادته على الحادثة:

توجهنا في اليوم الثالث لمكان القصف بعد أن أبلغنا بوجود جثث هناك… وتاكدنا أنهم ثلاثة عمال سوريين…قتلوا نتيجة استهدافهم بغارة تركية بالقرب من منطقة باب شلو، غربي ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار، غربي الموصل، وهم عمال من منطقة كوباني السورية.

وأضاف حسين في تصريح لتلفزيونن Rt:

أهالي قضاء سنجار طالما استعانوا بهؤلاء العمال لحفر آبار المياه، لاسيما عندما هربت العائلات الايزيدية من الإبادة على يد تنظيم “الدولة الاسلامية”، في مطلع آب/أغسطس عام 2014، إذ حفروا في وقت سابق، آبارا للمياه قرب الجبل.

وأشار

أن المواطنين السوريين وهم أكراد من كوباني، معروفين لديهم حفارات ولولاهم لما حصلنا على المياه، وقبل أيام استعانت بهم العائلات الإيزيدية النازحة التي تريد العودة إلى إحدى قرى سنجار، من المخيمات في إقليم كردستان، لحفر بئر للمياه، لكنهم تعرضوا للقصف وقتلوا….

 

بعد عودة عدد من أبناء مدينة سنجار إلى قراهم ومدينهم كان لابد لهم أن يعيدوا بناء ما دمرته الحرب وتنظيم داعش خلال هجوم على أبناء سنجار وقتله لرجالهم وسبيه لنسائهم وارتكاب لمجاز وإبادة جماعية بحقهم ، محمد خان كان يعمل مع اثنين من أصدقائه على آلة لحفر الآبار الارتوازية نظراً لحاجة أبناء سنجار إليها لتأمين مياه الشرب، لكنه لم يكن يدري أن الموت والخراب الذي شهدته مدينهم كوباني سيلاحقهم إلى جبال سنجار .

وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز، وسلمته رسالة احتجاج جراء الخروقات الجوية المتكررة من جانب تركيا.
وبحسب بيان الخارجية، استنكرت الوزارة ما قامت به الطائرات التركية من خرق للأجواء العراقية، واستهداف للعديد من المواقع في منطقتي جبل سنجار ومخمور شمال العراق، التي أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات.

 

حينها تحججت تركيا أنها قصفت مقرات لحزب العمل الكردستاني في سنجار ، لكن العم ( علي ) السبعيني أكد أن ابنه ونتيجة للظروف المادية الصعبة ذهب مع اثنين من أصدقائه للعمل على جهاز لحفر الآبار الارتوازية لتأمين مياه الشرب لابنا تلك المنطقة.

 

يضيف العم ( علي) عندما عدنا من تركيا بعد الحرب التي شهدتها مدينتنا كوباني بين تنظيم داعش من جهة والقوات الكردية والتحالف الدولي من جهة أخرى كانت بيوتنا مدمرة وكنا نفتقد لأبسط متطلبات الحياة ولكن شيئاً فشئاً بدأنا بأعادة ترميم ما دمرته الحرب لكن موت ابني بهذه الطريقة ” كسر ظهري ليت كل شيء تدمر مقابل أن يبقى ابني على قيد الحياة”
تقاطعنا أم محمد خان وملامح الحزن قد حفرت في وجهها عميقاً ” لازلت اتذكر يوم زفافه بعد العودة إلى كوباني حينها كانت فرحتنا لا توصف لكنها لم تدم طويلاً لأن الطائرات التركية حطمته بكل قسوة.”
ملامح الفقرة وقلة الحيلة تبدو واضحة على بيتهم المتواضع في قرية (كورك ) الواقعة جنوب كوباني نحو 20 كيلومتراً.

 

خلال الحرب التي شهدتها مدينة كوباني بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب بمساعدة التحالف الدولي فقدت تلك المدينة المئات من ابنائها ثم استكمل تنظيم داعش حقده على هذه المدينة فيما بعد فيما سميت( بليلة الغدر ) حيث تسلل العشرات من عناصر داعش ليلاً إلى كوباني وارتكبوا مجزرة بشعة بحق أبنائها بقتلهم 251 شخص منهم 37 طفل و 77 امرأة، حينها اعتقد أبناء المدينة أن من نجى من الحرب ومجزرة (ليلة الغدر) كتب له عمر جديد لكن الطائرات التركية لاحقت محمد خان وأصدقائه إلى سنجار أيضاً وقتلتهم.

تقرير محمد حسن – كوباني

 

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك