مساعي تركيا لدمج “تحرير الشام” ضمن “الجيش الوطني” تمهيدا لفرضها كأمر واقع

سرّبت صحف تركية مقربة من الحكومة التركية، أن ما يقارب الـ 15 ألف مقاتل من هيئة تحرير الشام، من أصل نحو 20 ألف مسلح في صفوفها، يرغبون بالانضمام إلى ما يسمى بـ “الجيش الوطني”، وهي القوة التي أنشأتها تركيا في محاولة لتوحيد المعارضة في شمال غربي سوريا، وفقاً لما نقلته بي بي سي.
يبدو أن تركيا مازالت تحاول جاهدة إنقاذ اتفاقها مع الروس من جهة وحماية تحرير الشام حيث تشكل جبهة النصرة عمودها الفقري فيما يتعلق بالمنطقة العازلة حول محافظة إدلب شمال سوريا. وذلك كي تحتفظ بوجود مُهم لها في تلك المناطق الاستراتيجية القريبة من حدودها، خاصة في حال لم تحصل على صفقة مُقايضة مع مناطق شرق الفرات، على غرار صفقات أخرى كان آخرها عفرين مقابل الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وتعمل تركيا على الترويج لدورها “الإيجابي” في وسائل الإعلام، زاعمة أنّ بعض السكان يعلقون آمالهم على تركيا للتدخل وإنقاذ الهدنة وكبح جماح هيئة تحرير الشام التي صنفتها تركيا مؤخراً “إرهابية”.
ورغم فقدان تنظيم الدولة الإسلامية داعش لجميع الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا، إلا أنّ المجتمع الدولي لا يزال يشعر بالقلق من هيئة تحرير الشام بوصفها جماعة “جهادية” أخرى، اجتاحت بلدات وقرى محافظة إدلب، فضلاً عن أجزاء أخرى قريبة من حلب وحماة في سياق عملياتها للاستيلاء على هذه المناطق الشهر الماضي.
وقامت الجماعة، التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة قبل أن تعلن قطع علاقاتها الرسمية مع تنظيم القاعدة منذ ثلاث سنوات، بطرد بعض فصائل المعارضة الأخرى وإجبار البعض الآخر على الاستسلام والاعتراف بـ “الإدارة المدنية” التي تدعمها.
هيئة الإذاعة البريطانية أشارت في تقرير لها أن هيئة تحرير الشام تسعى وفقاً لسكان المنطقة إلى فرض حكم إسلامي صارم في المناطق التي تسيطر عليها، ويقول المدنيون إن ممارساتها تشبه إلى حدّ كبير ما كان يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة من ناحية حرمان المرأة من حقوقها.
وتهدد سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب، الهدنة التي توسطت لعقدها تركيا وروسيا ، التي نجحت في حماية 2.9 مليون مدني يعيشون في ذلك الجيب، بينهم ما يقارب مليون طفل، من هجوم حكومي دموي وكارثة إنسانية.
وأفضت الهدنة إلى اتفاق على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد على طول خط التماس لفصل المعارضة عن القوات الحكومية. وطُلب من المتمردين سحب أسلحتهم، كما طُلب من المسلحين “الجهاديين” الانسحاب معهم.
وينتاب السكان القلق من أن الحكومة التي تدعمها روسيا وإيران قد تستخدم مكاسب “الجهاديين” ذريعة لاستئناف قصفها وفي النهاية الشروع بهجوم بري واسع.
ويعد وجود “هيئة تحرير الشام” التي صنفتها تركيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى كمنظمة “إرهابية” ضربة للمدنيين الذين يعيشون في شمال غربي سوريا.
ففي نهاية سبتمبر 2018 ، أوقفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مرور المساعدات التي تمولها عبر معبر باب الهوى الواقع على الحدود التركية مع إدلب، مبررتين قرارهما بمنع استفادة المتشددين من الضرائب التي فرضوها على شاحنات الإغاثة.
وبعد الهجوم الأخير، علّقت بعض الوكالات العالمية تمويل خدماته الطبية، ما دفع السلطات الصحية المحلية من التحذير من أن عشرات المرافق ستضطر إلى وقف العمليات أو الاعتماد على موظفين يعملون بدون أجر.
وقالت الأمم المتحدة إنها لاتزال ملتزمة بدعم الملايين من المدنيين المحتاجين في جميع مناطق سيطرة المعارضة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك