بالأرقام… ردا على مقالة أردوغان في “نييورك تايمز”

نشرت “نيويورك تايمز” مقالا مذيلا باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تضمنت الكثير من التضليل والأكاذيب. المقال نشرته الصحيفة في 7 يناير (كانون الثاني) الجاري، وهي سياسة بات أردوغان يتبعها معتقدا أنّ ادعاءاته قد تنطلي على الرأي العام وتكسبه تعاطفا ما بحسب ما ينصحه مستشاروه

هي محاولة لتلميع صورته بعد تصاعد الأصوات في الولايات المتحدة المشككة في مجمل سياساته التي بات حبلها أقصر للحقيقة منها للخداع.

أقدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على خطوة صائبة باتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، إلا أنّه يتعين التخطيط بكل عناية للانسحاب بغية حماية مصالح الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، والشعب السوري، وتنفيذه بالتعاون مع شركاء حقيقيين. وتركيا صاحبة ثاني أكبر جيش بحلف شمال الأطلسي (ناتو) تعتبر بمثابة الدولة الوحيدة التي لديها القوة والعزيمة للقيام بهذه المهمة.

أين كان الجيش التركي، وأصبحت بلاده ممرا رئيسيا بل ووحيدا لعبور آلاف الجهاديين عبر العالم إلى سوريا؟ لماذا لم يتحرك هذا الجيش وتنظيم الدولة الاسلامية امتد طيلة ثلاثة أعوام من 2014 حتى 2016، على طول حدوده يؤسس إمارته على امتداد 250 كم، ويذبح السوريين ويفتك ب الجيش الحر الذي يدعي اليوم أردوغان أنّه حاميه… من أفشل مشروع تدريب المعارضة المعتدلة 2015، الذي رعته الولايات المتحدة، ومن الذي ساعد في تمويل وتسليح الفصائل الإسلامية المتشددة مقابل اعتقال مئات الضباط المنشقين عن الجيش السوري في مخيمات مغلقة وقطع تواصلهم مع العالم الخارجي…من كان يسهل تمريق السلاح عبر الحدود إلى ما كانت تسمى “معارضة معتدلة” والتي بدورها كانت تسلمها أو تبيعها إلى داعش أو القاعدة.

الجيش التركي قرر اجتياز الحدود السورية ودخول مدينة جرابلس بصفقة مع تنظيم داعش في الوقت الذي تمكنت فيه قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مدينة منيج. وكانت تخطط لاستمرار عملياتها العسكرية بالتنسيق مع التحالف الدولي ضد التنظيم إلى جرابلس والباب، والتي كانت معاركها تحصيل حاصل بالنسبة لتركيا كون خسارة التنظيم ل منبج افقدته أية قدرة قتالية في مدينتي جرابلس والباب حيث حوصرت فيهم. وهي العملية التي أدت لزيادة نفوذ القاعدة في إدلب لتتحول لإمارة اليوم، تتعايش معها تركيا… ولو لم تتدخل تركيا في الباب لكانت إدلب الآن خالية من القاعدة حيث أبدت وقتها وحدات حماية الشعب جاهزيتها للمشاركة مع فصائل سوريا من الجيش الحر الذي لجئ وقتها إلى عفرين لتخليص المدينة من سطوة تنظيم القاعدة، ولكان وفر ذلك على السوريين الكثير من المعاناة والدم…

ألم تكن طائرات التحالف الدولي ملزمة بقطع آلاف الكيلومترات قادمة من قواعدها في الخليج والأردن لضرب مسلحي تنظيم داعش في مدينة كوباني، فيما الجيش التركي وقتها كان على بعد أمتار ويراقب قوافل مسلحيه وهم يمرون على مرأى العين بدون أن يتحرك لاستهدافهم، بل وكان يمنحهم فرصة للتحرك بسهولة على طول الحدود ضمن المنطقة العازلة.

ولقد كانت تركيا الدولة الأولى التي أنزلت عناصرها البرية المقاتلة في الميدان من أجل مواجهة خطر وتهديد تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2016. فمن خلال العملية العسكرية التي قمنا بها آنذاك منعنا التنظيم من الوصول إلى حدود الناتو، وألحقنا أضراراً كبيرة بقدرته على شن هجمات إرهابية في تركيا وأوروبا.

التنظيم ظل لثلاثة سنوات ينعم بحرية التنقل والإمداد والدعم اللوجستي من دولة الناتو \ تركيا، ومن حدودها ومطاراتها المفتوحة لعناصره ومن مشافيها التي كانت توفر العلاج المجاني، وكان مسلحوه يتنقلون بكامل الحرية داخل تركيا مع تأسيس شبكة واسعة من الاتصالات… هذ روابط توثق بالفعل تورط تركيا مع تنظيم الدولة حيث أكدها مندوب روسيا في الامم المتحدة 1 و 2 و 3 وهي تتضمن تقديم أدلة لمجلس الأمن.

مشاهد الفيديو التقطت أكثر من مرة كيف أنّ الدواعش كانو يلتقون بكل أريحية مع الجندرمة التركية، ويتبادلون الأحاديث وكيف يتنقلون في ولايات التركية… شهادات المئات من قادة التنظيم المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية تثبت أنّهم كانوا يفضلون تركيا كوجهة سفر لدخول إلى سوريا لتسهيلات تقدم اليهم في المطارات وعلى الحدود…

يكذب أردوغان حينما يدعي إنّ تركيا أول دولة نشرت قوات قتالية برية لمحاربة داعش في سوريا…الولايات المتحدة نشرت قوات أمريكية خاصة في شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 لمساعدة وحدات حماية الشعب على صد هجوم داعش في كوباني، كما وأنّ الولايات المتحدة أرسلت قوات سرية لمحاربة داعش في سوريا في وقت مبكر، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014.

عندما نشر أردوغان قواته في سوريا، كان هدفه محاربة الأكراد وليس داعش….فالأكراد هم الأعداء الحقيقيون الذين حاربهم الأتراك في أغسطس (آب) 2016، والى اليوم….

فضيحة شاحنة الأسلحة ماتزال تتصدر المشهد التركي، لا سيما وأنّه اعتقل الصحفيين ورجال الدرك الذين كشفوها 1 و 2 و 3. وهذا رابط لمقال من نييورك تايمز نفسها حيث اتهمت تركيا بتجنيد مقاتلين لصالح تنظيم داعش (1)

تركيا كانت قد فتحت 3 منافذ رئيسية على حدودها لدعم مسلحي تنظيم الدولة:

النقطة الأولى: نقطة العبور العسكرية، أو “المعبر العسكري”، والتي أنشأها داعش بعد تقلص مساحة سيطرته الحدودية مع تركيا، إلى نحو 70 كلم، كانت تقع قرب قرية الحلوانية، إلى الغرب من مدينة جرابلس. كان يتم استعمال هذه النقطة في تمرير الحاجيات والمتطلبات الرئيسة للتنظيم من معدات لوجستية وعسكرية، والإمدادات الدوائية والطبية.

-النقطة الثانية: خصصها التنظيم لعبور عناصره من وإلى الأراضي التركية، وكان يقع هذا المعبر قرب قرية “حاجي ولي” وصولاً إلى الأراضي الزراعية بجوار قرية ”باب ليمون”بريف حلب الشمالي الشرقي، ويطلق عليها محلياً “نقطة عبور باب الليمون”، والذي يسمح فيه للدواعش بالخروج، كالذهاب للاستشفاء أو إكمال علاجه في مشافي تركيا، ويحتاجون إلى ورقة من “أميرهم” المباشر، بعدم وجود أي مانع من مغادرته، وتعتبر هذه الورقة بمثابة تزكية من أميره وضمانة بعودته عند انقضاء الفترة المأذون بها، ليتوجه بعدها إلى مقره ويحصل هناك على ورقة أذن عبور ممهورة بختم من “الوالي”.

-النقطة الثالثة وهي نقطة عبور المدنيين من مناطق سيطرة التنظيم، باتجاه الأراضي التركية، كانت تقع قرب قرى الشيخ يعقوب، عياشة، الراعي بالريف الشمالي الشرقي لحلب، وتخصص هذه النقطة لعبور المدنيين والمسلحين أحيانا،

التحالف الدولي في عملياته التي شنها في الرقة والموصل (بسوريا والعراق) اتبع أسلوباً قائماً على الغارات الجوية التي تجاهلت بشكل كامل أو جزئي الخسائر المدنية. وعلى العكس من ذلك تماماً، فإن الجنود الأتراك، وغيرهم من المحاربين المنتمين للجيش السوري الحر، نجحوا في إخراج الإرهابيين من مدينة الباب إحدى قلاع تنظيم داعش بسوريا، وذلك من خلال طواف كافة البيوت بيتاً بيتاً.

وبينما حافظت هذه الطريقة على البنية التحتية للمدينة بشكل كبير، فإنها في ذات الوقت جعلت من الممكن عودة الحياة لطبيعتها بها خلال أيام معدودات، فها هم الأطفال اليوم يذهبون إلى مدارسهم هناك، والمرضى يعالجون في المستشفيات التي أقامتها تركيا. كما تم تنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لزيادة فرص العمل، وإنعاش الاقتصاد المحلي. فلا جرم أن مناخ الاستقرار هذا هو العلاج الفعّال للإرهاب.

ادعاء أن قيام الجيش التركي بهزيمة التنظيم بالطواف بيتا بيتا كذبة أخرى… وهذا ادلة من الفيديوهات القليلة التي تكشف تعرض المدينة للقصف، الى جانب الضحايا المدنيين الذين جرى التكيم على الارقام وقتها 1 و 2. هذا ناهيك أن معركة الباب كما معركة جرابلس كانت تحصيل حاصل كون النظام تقدم وسيطر على بلدة المسكنة جنوبا، وقوات سوريا الديمقراطية سيطرة على مدينة منبج بالتالي بقي وجود التنظيم شكليا في منطقة جرابلس التي دخلها الجيش التركي بصفقة استلام وتسليم ولم يطلق ولو رصاصة واحدة، لتتأخر العمليات العسكرية في الباب حتى استعان اردوغان بالولايات المتحدة وانهاء معركتها.

غزو الأتراك لمدينة الباب، لم يكن ممكناً لولا الدعم الجوي الأمريكي القريب الى جانب الدعم اللوجستي، وقد طالبت تركيا به \دليل 1\ لا سيما بعد تعذر اقتحام المدينة الذي تأخر الى حين عقد صفقة مع مسلحي داعش انتهت بحل التنظيم نفسه وتم دمجهم بالميليشيات التي شكلتها تركيا وهو ما أكد صحفييون قاموا بتغطية معارك “درع الفرات”.

ادعاء اردوغان أن الاتراك ذهبوا من باب إلى باب لمحاربة المقاتلين دون خسائر بين المدنيين، كذبة أخرى الأتراك نشروا سلاح الجوي والمدفعية والدبابات لدحر مقاتلي داعش المتحصنين في مدينة الباب التي ظلت تتعرض لقصف طيلة شهر كامل.

كما وأن ادعاء تركيا أن هدفها من غزو مدينة الباب هو إنشاء منطقة عازلة، أو انه لقتال التنظيم كان كذبة أخرى لا سيما وان الهدف الحقيقي والذي عادو لاحقا واكدو عليه كان عرقلة تقدم زحدات حماية الشعب باتجاه مدينة الباب ومجرابلس لان تحقيق ذلك كان سيعني توحيد اقاليم الادارة الذاتية الثلاث وربط منطقة كوباني بعفرين.

ادعاء اردوغان أن تركيا تخلق بيئة مستقرة وتوفر الامان غير صحيح البتة، فمدينة الباب والمدن السورية الاخرى تشهد يوميا حالات من الاقتتال والخطف والاعتداء والتفجيرات ويعاني السكان من ظروف صعبة، نتيجة الفلتان الامني ورفض المجموعات المسلحة المتعددة مغادرة المدن، وقيامهم ببناء قواعدهم السكرية داخل الاحياء السكنية…وبقية الادعاءات من انشاء مدارس او مستشفيات وغيرها ماهي الا لتعزيز النفوذ التركي في هذه المناطق واحكام قبضتها الامنية والعسكرية، تحت غطاء انساني.. فالمجالس التي شكلتها تركيا متهمة بالفساد وماهي الا مجرد واجهة تنفذ الاوامر القادمة من عينتاب حيث لكل مدينة والي تركي وسجلاتها مرتبطة امنيا واداريا بالمحافظات التركية، بعكس المدن التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية فهي بالفعل تشهد تنمية، واعادة اعمار ومشافي وتهيئة البنية التحتية بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي وشكلت فيها مجالس متنوعة تدير شؤونها ونجحت في توفير الامان والاستقرار…. 

وإن كان اردوغان صادقا لماذا لا يسمح بدخول اي منظمات حقوق انسان او صحفيين الى منطقة تعفرين.. ويفرض تكتيما اعلاميا والقليلين الذي يتم ادخالهم يكون تحت اشراف ورقابة اجهزتها الامنية… في مناطق وحدات حماية الشعب نجد عشرات المؤسسات الاعلامية، غالبهم افتتح له مكاتب دائمة.. ويزورها عشرات الصحفيين شهريا بحرية التنقل واجراء اللقاءات….

ونظراً لأن الشعب التركي يدرك جيداً تهديد وخطر التطرف الذي يصل للعنف، فنحن كجمهورية تركية مصممون بكل قوة على محاربة «داعش» وبقية المنظمات الإرهابية بسوريا.

لم تشارك تركيا في عمليات التحالف الدولي، ظل الجنود الاتراك على وفاق مع مسلحي التنظيم طيلة سنوات من اعلان حرب التحالف، الذي نجح بفضل وحدات حماية الشعب من طرده من الحدود وقلص المسافة من 250 كم الى 70 كم… كل التقارير تتهم تركيا بدعم داعش..وتمويل الكتطرفين… ولم يعد غريبا العلاقة التي تربط النظام التركي مع تنظيم جبهة النصر فرع تنظيم القاعدة في سوريا بادلب.

تركيا لم تتدخل في سوريا الا بهدف واحد وهو قتال الاكراد… هذا ما جرى بداية في جرابلس والباب وثم في عفرين… وهي تحاول تكرار السياريو في شرقي الفرات ايضا… هي في ادلب تحمي الارهاب، وفروع تنظيمات القاعدة… وتدعي أنها ستعزو شرق الفرات المنطقة الامنة، التي لا يتوفر فيها الا من حارب الارهاب الذي كانت ترعاه تركيا في الرقة وماتزال ترعاه في ادلب.

الخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها في هذا الصدد، هي تأسيس قوة استقرار تضم محاربين من كافة أطياف المجتمع السوري. وهذا الكيان الذي سيجمع بين كافة الأطياف، يمكنه تحقيق الأمن والنظام من خلال تقديم خدماته لكافة المواطنين. ومن ثم أقول بهذه المناسبة إنه لا توجد لدينا أية مشكلة على الإطلاق مع أكراد سوريا.

يقول اردوغان ان لا مشكلة له مع الاكراد، وانه يحبهم…. وهو الذي توعد بقتلهم ودفنهم في الخنادق، وهو الذي شبه اقليم كردستان تلك المنطقة الامنة التي ظلت ملجئ الاف النازحين…بالمستنقع وان لن يسمح بان يتكرر في شمال سوريا…لم نسمع انه وصف تل ابيض الحدودية التي تحت سيطرة داعش انها وصفها بالمستنقع، ولا الرقة او الموصل.. 

المناطق التي يهدد اردوغان باجتياحها، هي مناطق مستقرة تماما القوات الامنية، العسكرية التي تديرها وتحميها الى جانب المجالس الادارية متنوعة، متعددة منتخبة… لنقارنها مع اعزاز مثلا او عفرين…هناك نقرأ المجالس المحلية التي شكلتها المخابرات التركية…. قبل شهرين تظاهر اهالي اعزاز لثلاثة اسابيع مطالبين بتغيير المجلس المحلي الذي شكلته تركيا بتهمة الفساد وحينما نصبوا خيمة اعتصام تم تفجيرها وقتل متظاهرون ابرياء فيها… في عفرين الوضع كارثي منظمة العفو الدولية، منظمة هيومن رايتس وتش وغيرها اتهمت تركيا بارتكاب جرائم حرب.

ان كانت تركية بالفعل صادقة فلتسمح للمنظمات الدولية ولجان تقصي الحقائق ووسائل الاعلام بدخول عفرين وغيرها من المدن التي احتلها…قبل أن تفكر في تطبيق تلك التجربة في كوباني.

ثمة أولوية أخرى لتركيا في سوريا، تتمثل في تحقيق التمثيل السياسي الكافي لكل الأطياف. فكافة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم (ي ب ك) أو داعش، ستتم إدارتها من قبل المجالس المحلية المعلنة بانتخابات من قبل الشعب، وذلك تحت رقابة تركية. المسؤولون الأتراك من ذوي الخبرة، سيقدمون الاستشارات اللازمة لهذه المجالس في العديد من المجالات مثل شؤون البلديات، والتعليم، والصحة، وخدمات الطوارئ.

فلتنفذ تركيا هذا الاجراء في عفرين، او في جرابلس والباب واعزاز وهي مدن تقع تحت سيطرتها الكاملة… المجالس المحلية في مناطق شرق الفرات ومنبج مشكلة من قبل اهاليهم بشكل ديمقراطي وتدير شؤنهم ضمن الظروف المناحة، وتتلق دعما من الولايات المتحدة، والمنظمات الدولية الانسانية وهم معا على الارض… عشرات الصحفيين يدخلون شهريا هذه المناطق وهي مفتوحة امام وسائل الاعلام مقابل حظر اي نشاط اعلامي او دخول لاي منظمة دولية الى مناطق تحتلها تركيا غربي الفرات.

لقد آن الأوان لتتضافر قوى جميع الأطراف من أجل الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يعتبر عدواً للإسلام والمسلمين في كافة بقاع المعمورة. وتركيا تتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الأكثر حرجاً من التاريخ، ونحن واثقون من دعم المجتمع الدولي لنا خلال هذه المرحلة.

ان كانت تركيا حريصة بالفعل على دعم وحدة سوريا، فلماذا اذا تلزم مختلف المؤسسات في المناطق المحتلة برفع الاعلام التركية، وصور اردوغان… لماذا العلم التركي منقوش على اكتاف المجموعات السورية التي يدعمها نظام اردوغان.. لما يتم تغيير اسماء القرى والبلدات السورية، والساحات الى التركية، لماذا يتم فرض اللغة التركية في المدارس وفرض الهوية التركية…هو احتلال وسلح للاراضي السورية بذريعة داعش ام المنطقة الامنة او غير ذلك.

مناطق قوات سوريا الديمقراطية تحكمها مجالس منتخبة، وهي مناطق مستقرة بالفعل ولا تحتاج إلى الغزو التركي لتستقر… إن تحقيق لتركيا ما تريد لن تختلف التجربة عما تفعله في عفرين منذ عام…قبل كل شيء ستدمر ستدمر هذه المجالس، ستعتقل الالاف بتهمة التعامل مع وحدات حماية الشعب.. ستمارس التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي لتركيا دائما هدفان متلازمان.. الاحتلال، التهجير.. وسيستولي الجهادييون المدعومون من تركيا على السلطة والاسلحة وصروات وعقارات هذه المدن التي ستحولها لمعسكرات مغلقة….وسنكون أمام عودة اقوى لتنظيم الدولة الاسلامية، بصورة اكثر عنفا، وستشكل تهديدا للأمن العالمي.

هدف تركيا منذ البداية واضح…. رغم أن اردوغان يتذرع بانه قادر على هزيمة داعش، لكن قوات سوريا الديمقراطية هزمته بالفعل… وهي من تمكنت من هزيمته في قلب عاصمته، الرقة… وقادت حملات ناجحة وانقذت وحمت ملايين السوريين، الذين عادو لمنازلهم فور تحرير مدنهم وانضم قسم منهم للقوات الامنية لحماية انفسهم…

اذا انسحبت الولايات المتحدة بدون حماية فإن تركيا ستشن هجوم كبير بمختلف الاسلحة الثقيلة… لن تتوان عن قصف وقتل المدنيين لدفعهم نحو النزوح…تركيا لن تحارب داعش بأي حال… هل كانت داعش متواجدة في عفرين حتى شنت حربا شاملة وهجرت الالاف من سكانها، وتواصل يوميا اعتقالهم وتهجيرهم…؟

الولايات المتحدة تدرك تماما هذه الحقيقة، ولعل جون بولتون مستشار الامن القومي قالها بكل وضوح ” لن نسمح للاتراك بذبح الاكراد” هو اعتراف بأن ترك الاكراد لوحدهم في ساحة المعركة سيكون مصيرهم الذبح على يد الاتراك.

مصطف عبدي: صحفي كردي من سوريا\ كوباني.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك