المستوطنون يتمكنون من عزل مُعلمة كُردية في "موباتا".. بناءاً على عداء طائفي وعنصري

قالت إحدى وكالات الأنباء التابعة للمعارضة السورية أمس الاثنين، إنّ سلطات الاحتلال التركي أوقفت “معلمة كُردية” عن العمل وفتحت تحقيقا معها بتهمة “دينية” في مدرسة ابتدائية بناحية “موباتا\معبطلي” التي تحتلها مليشيات الجيش الحر التابعة لقوات الاحتلال التركي.
وقال مدير المدرسة التي فصلت المعلمة الكردية منها، إنّ (“والي عفرين” التابع للحكومة التركية في المنطقة، اجتمع به قبل أيام في بناء “محكمة معبطلي” مع ممثلين عن المحتجين، وأبلغهم قراره بإيقاف المعلمة عن العمل ومباشرة التحقيق معها حول تهمة “التجرؤ على الدين الإسلامي”) وفق زعمه.
وكان مستوطنون من شمال حمص والغوطة الشرقية والذين يتشكلون في غالبيتهم من عوائل مسلحين إسلاميين طردتهم قوات النظام من تلك المناطق، بموجب اتفاق تركي روسي يقضي بسحب تركيا المليشيات الإسلامية مقابل السماح لها بغزو عفرين، قد هاجموا الثلاثاء الماضي مقر المجلس المحلي في معبطلي، وقاموا باقتحام المجلس وطرد أعضائه والاعتداء عليهم بالضرب، تنديداً بتعيين “معلمة” من أهالي الناحية اتهموها بـ “شتم القرآن” خلال جلسة مع معلمات مستوطنات.
وأضاف مدير المدرسة والتابع للاحتلال التركي أنّ (المعلمة “مزكين ايشانو” طلبت تدريس مادة “الديانة”، وعند سؤال معلمات مستوطنات باستغراب لها، كيف لها أن تدرس الديانة ولباسها (سبور) ولا ترتدي الحجاب، أجابت إنّ الحجاب غير مفروض، وعند سؤالها كيف ستعلم الأطفال الصلاة، أجابت إنّها ستعلمهم أنّه من أراد فليصلي ومن أراد لا يصلي).
ويردف المدير التابع لقوات الاحتلال إنّ (معلمة اختصاص “شريعة” قالت بعد ذلك ل “ايشانو” إنّ هناك آية في القرآن تؤكد وجوب الصلاة، فأجابتها الأخيرة: “القرآن محرَف”)، على حد زعم المستوطنين.
ونقلت الوكالة التابعة للمعارضة عن المدعو “أبو عمار” وهو مستوطن وعضو إدارة شؤون المستوطنين في معبطلي (أنّه وبوساطة الأتراك ووجهاء وعشائر وبحضور مدير الناحية، عقد صلح الأحد 30 أيلول 2018، بين المجلس المحلي ولجنة إدارة شؤون المستوطنين بعد طرد المعلمة من المدرسة وتعيين أخرى مكانها).
وكانت وسيلة إعلامية موالية لمليشيات “الجيش الحر” وتدعى “المدن” نشرت خبراً تحت عنوان “معلمة كُردية علوية تسخر من القرآن.. فتندلع الاحتجاجات”، ليتضح معها بشكل جلي حجم التحريض الإعلامي الذي تمارسه الوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة، للحض على العنف العنصري والطائفي.
ووفقاً لإعلام مليشيات “الجيش الحر” فقد تم إحالة المعلمة إلى القضاء بدعوى “التجرؤ على الدين”، وإعادة تشكيل مجلس محلي جديد يعتمد بتمثيله على نسبة القاطنين في البلدة (والذي يهدف إلى تمثيل المستوطنين)، وإعادة النظر بموضوع اختلاط الطلاب الذكور والإناث في المدارس ودراسة فصلهما عن بعض، وعدم التمييز بين السكان الأصليين والمستوطنين من حيث الحقوق والواجبات.
وعملت الوسائل الإعلامية المعارضة خلال سنوات الحرب الأهلية السورية على تعميق الخلافات والصراعات بين المكونات السورية عامة، وخاصة بين السنة والشيعة والعلويين، من خلال التحريض الدائم بين الطوائف، والذي أفضى إلى جعل مناطق سيطرة المعارضة أحادية الطائفة.
كما حرضت لاحقاً الوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة على الصراع بين المكونات العرقية السورية، من خلال الإساءة لتحرير “قوات سوريا الديمقراطية” مختلف المناطق السورية، ومشاركة جميع المكونات في صفوفها، حيث تم وصفها بأنّها احتلال كردي لمناطق عربية، في حين بررت تلك الوسائل شن مليشيات المعارضة المتطرفة والمعروفة ضمن مسميي “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” باعتباره تحريراً مزعوماً.
وأدى التحريض المتواصل من قبل الوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة السورية والممولة تركياً إلى قيام مليشيات “الجيش الحر” بعمليات تطهير عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومنها مناطق ريف حلب الشمالي في الباب وقباسين والتي تم طرد الكُرد منها، كما ارتكبت مجازر في مناطق تل عران وتل حاصل وغيرها منذ بداية الصراع المسلح، حتى تحولت مناطق سيطرة المعارضة إلى أحادية الأثنية.
وعقب احتلالها لمنطقة عفرين الكردية، تعمل مليشيات “الجيش الحر” على استجلاب عائلاتها إلى القرى الكردية، بطلب من الاستخبارات التركية الساعية إلى إجراء تغيير ديموغرافي تدريجي في عفرين، عبر الضغط بشكل متواصل على السكان الكُرد لدفعهم إلى الخروج وترك أملاكهم وأرزاقهم للمستوطنين.
احمد قطمه/فيسبوك